يسافر المنتخب الجزائري اليوم على متن طائرة خاصة إلى لواندا في أنغولا، بعد أسبوعين من الإعداد والتحضير الجدي في جنوبفرنسا تحسباً لكأس أفريقيا للأمم التي ستقام في أنغولامن العاشر حتى الثلاثين من الشهر الجاري. وسيلاقي في أولى مواجهاته الأفريقية، في الحادي عشر من الشهر الجاري، المنتخب المالاوي الذي بدأ يثير ظهوره المميز، ودياً أمام المنتخب المصري (1-1) مخاوف الجزائريين. وعشية سفره إلى لواندا، نجح رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة في نزع فتيل أزمة كان المنتخب على مشارفها بعد ورود تقارير عن تذمر اللاعبين من قانون وضعه الاتحاد رأوا أنه يحرمهم من إبرام عقود دعاية وإشهار مع مؤسسات محلية وأجنبية من دون المرور على الهيئة الكروية، فيما نسبت التقارير «غير الموثوقة» للمدرب رابح سعدان عزمه الانسحاب من منصبه في أعقاب البطولة الأفريقية. وأفاد بيان للاتحاد الجزائري أن روراوة اجتمع مع أعضاء الوفد الجزائري بمقر معسكره في منطقة كاستيلي في جنوبفرنسا، وذلك في حضور رابح سعدان. وبحسب المصدر ذاته تناول الاجتماع نقاطاً مهمة «تعني مشاركة المنتخب بالبطولة الأفريقية»، مبرزاً «مشكلتي العقود الإشهارية للاعبين والمنح المخصصة للمشاركة» وهما أبرز النقاط التي تناولها الاجتماع. ولفت البيان إلى أن «اللاعبين أبدوا ارتياحاً للنتائج التي تمخض عنها الاجتماع، وتعهدوا بالعمل على بذل قصارى جهدهم لتشريف الألوان الوطنية». وفيما رفض روراوة تحميل لاعبيه أكثر مما يقدرون عليه، مؤكداً أن «الهدف من هذه المشاركة يبقى الذهاب إلى أقصى حد ممكن بالبطولة»، لم يكشف البيان النقاب عن «الوعود» المالية التي تعهد بها المسؤول الأول بالاتحاد لتشكيلته في الكأس الأفريقية. بيد أن مراجع إعلامية عدة نسبت إلى مصادر وصفتها بالموثوقة قولها إن روراوة يكون تعهد بتقديم علاوة تصل إلى مليون يورو لكل لاعب في حال التتويج باللقب الأفريقي، ونصف المليون في حال بلوغ النهائي. وأبرزت هذه المصادر أن علاوة بلوغ الدور ربع النهائي قد تصل إلى 150 ألف يورو، في حين لا تتعدى علاوة الفوز في الدور الأول للمسابقة الأفريقية سقف 6 آلاف يورو. وقالت مصادر قريبة من المنتخب ل«الحياة»: «إن اللاعبين تلقوا هذه الوعود بارتياح كبير ما انعكس إيجاباً على معنوياتهم أثناء الحصص التدريبية التي خاضوها في اليومين الأخيرين من المعسكر». من جانبه، نفى المدرب رابح سعدان أن يكون «فكر بالاستقالة من منصبه» مثلما روّج له عدد من الصحف المحلية، مؤكداً، في تصريح أدلى به من مقر المعسكر أنه «باق بمنصبه حتى إتمام المهمة»، ما اعتبر صفعة على من زعم انسحابه بعد الأمم الأفريقية. وقال سعدان: «سأبقى بمنصبي حتى نهاية المهمة، وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق الأهداف المسطرة». على صعيد آخر، دعا شيخ المدربين الجزائريين عبدالحميد كرمالي (79 سنة) «المنتخب للحفاظ على الديناميكية والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها خلال البطولة الأفريقية بأنغولا». ويعد كرمالي المدرب الوحيد الذي منح الجزائر عام 1990 أول وآخر لقب أفريقي للأمم، وذلك في دورة الجزائر التي أشرف على لجنة تنظيمها آنذاك الرئيس الحالي لاتحاد الكرة محمد روراوة. وقال كرمالي: «صحيح أننا لا نملك منتخباً قوياً يضاهي المنتخبات الأفريقية الكبيرة، لكننا، على الأقل، نمتلك تشكيلاً مناسباً يتمتع بالروح القتالية والتضامن والإرادة على الفوز، وهو أمر مهم للغاية»، مؤكداً أن «الفوز بالمباراة الأولى أمام مالاوي ضروري لتحقيق الوثبة المعنوية أمام منتخبي مالي بنجومه العالميين، وأنغولا المدعم بجماهيره».