كشفت الاختصاصية النفسية في مستشفى الملك سعود في جدة ليلى ضليمي ل«الحياة» عن تزويج 21 مصاباً بالإيدز بأخريات يعانين من نفس الداء بعد أن أثبتت فحوصات المستشفى توافق الفايروس بينهما، مؤكدة أنهم يعيشون حياة زوجية طبيعية وأنجبوا أطفالاً أصحاء. ووصفت ضليمي مهمة تأسيس أسرة من زوجين مصابين بالإيدز ب « الصعبة والشاقة»، مشيرة إلى أن ذلك يستنفد منهم كثيراً من الجهد والوقت لإتمام تلك الزيجات، كاشفة أن الزواج يمنع الفايروس من التكاثر ويدخل المصاب في حال من الاستقرار. واعتبرت الفهم الخاطئ لطرق العدوى من أبرز المعوقات التي تواجههم، لافتاً إلى أن غالبية المجتمع يعيشون حالاً من الخوف اللامنطقي من المصاب بنقص المناعة المكتسبة. وقالت: «إن نظرة المجتمع السلبية للمصابين، تفاقم من معاناتهم وتدخلهم في حال من المشكلات النفسية والاكتئاب وتدفع ببعضهم إلى الانتحار»، مشيرة إلى أن أكبر مشكلة يواجهها المرضى تتمثل في فقدهم وظائفهم. بدوره، كشف الشاب المواطن الذي فضل أن يرمز لاسمه ب « ع» عن قدرته على التغلب على مرض الإيدز الذي يعاني منه، مشيراً إلى أنه يمارس حياته بصورة طبيعية. وقال: «أنا شاب سعودي في العقد الثالث من العمر ومن عائلة كبيرة، ولا أعلم ممن أتاني المرض، بيد أني في الحقيقة صعقت حين أخبرني الطبيب بما أعاني، وعلى رغم أني أسافر كثيراً خارج البلاد مع أسرتي، إلا أني لم أرتكب الحرام على الإطلاق، والحمد لله أنا مؤمن بالقضاء والقدر». وأضاف: «كانت والدتي كثيراً ما تناقشني حول الزواج، وحين عزمت على دخول القفص الذهبي أجريت الفحص المطلوب، إلا أن التحاليل للأسف أثبتت أصابتي بالداء»، مشيراً إلى أن أكثر ما آلمه هو الطريقة التي أبلغه بها الطبيب، إذ أخبره بإصابته من دون أي مقدمات، وهو ما أدخله في حال نفسية سيئة أفقدته النطق فترة من الزمن.br / وتابع: «صعق جميع إخوتي بما أصابني وتدهورت حالتي مدة طويلة إلى أن زرت الاختصاصية ليلى ضليمي التي وقفت معي وأخرجتني من الأزمة التي عشتها فترة طويلة». وأضاف: «وعادت والدتي فتح موضوع الزواج، حتى أخبرت الاختصاصية ليلى التي اهتمت بأمري كثيراً بالتعاون مع الدكتور طارق مدني، وبعد بحث وتقص استمر طويلاً، وجدت لي ابنة الحلال من إحدى الأسر العربية، وتزوجنا ولله الحمد». وذكر أن أفراد أسرته كافة يحبون زوجته التي أنجبت له طفلاً جميلاً سليماً من الداء، مشيراً إلى أنهم حالياً يستعدون لإنجاب طفل آخر على رغم مخاوفه من أن يصاب. وقال: «أنا شديد الوسوسة وأخشى أن يعيش ابني نفس المعاناة التي عشتها»، لافتاً إلى أنه فتح حساباً لطفله الأول وهو بصدد إنشاء حساب آخر للثاني لتأمين مستقبلهما.