ينهي المنتخب الجزائري اليوم، معسكره التحضيري المقام منذ السادس والعشرين من الشهر الماضي في جنوبفرنسا تحسباً لأمم أفريقيا المقبلة، وسط أنباء عن «اهتزاز» معنويات اللاعبين والمدرب نفسه لأسباب متباينة. ويسافر «الخضر» إلى أنغولا غداً على متن طائرة خاصة قبل أربعة أيام من مواجهته الأولى أمام المنتخب المالاوي. ولجأ المدرب الوطني رابح سعدان منذ الثاني من الشهر الجاري إلى إبعاد لاعبيه عن «جيش» الإعلاميين الذين رافقوهم منذ بدء المعسكر، وفضل فرض طوق من السرية على تدريباتهم بمعدل حصتين يومياً، في محاولة للتعود على الجانبين البدني والتكتيكي الذي سيعتمد خلال البطولة الأفريقية بعد مرحلة أولى من الإعداد اعتمد خلالها تقوية الجانب البدني والنفسي. واكتمل عدد لاعبي المنتخب ال23 للمرة الأولى، بانضمام الثلاثي حسان يبدة ونذير بلحاج ومجيد بوقرة، ما أعطى دعماً نفسياً لزملائهم بالمنتخب والجهاز الفني بقيادة رابح سعدان. وتقرر الاحتفاظ بجميع اللاعبين بينهم المصابون لاعب لاتسيو الإيطالي مراد مغني ولاعب الخور القطري رفيق صايفي ولاعب بوخوم الألماني عنتر يحيى، وهو الذي قرر «الفيفا» أول من أمس إخضاعه للفحص بعد شكوى رفعها ضده ناديه الألماني في محاولة لحرمانه من الاشتراك في أمم أفريقيا. وفيما لا يعلم لحد الآن موقف «الفيفا» من الشكوى، فإن المؤكد أن صاحب الهدف التاريخي في مرمى «الفراعنة» بموقعة أم درمان لن يفلح في المشاركة في مباراتي الخضر الأوليين أمام مالاوي ومالي، لتأخره في التعافي من الإصابة التي يشكو منها منذ المباراة الفاصلة في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وعشية إختتام المعسكر، تعرض المنتخب لضربة موجعة بتلويح المدرب رابح سعدان بالاستقالة من منصبه عقب أمم أفريقيا، بسبب ما سماه بالحملة الإعلامية الشرسة التي تطاول شخصه والمنتخب على حد سواء. في حين أفيد أن عدداً من لاعبي «الخضر» أبدوا استياء من بنود القانون الداخلي للمنتخب، خصوصاً ما تعلق منها بمنعهم من توقيع عقود إشهارية من دون أخذ إذن من اتحاد الكرة. ووفقاً لتقارير صحافية (غير مؤكدة) فإن سعدان يكون هدد بالانسحاب من منصبه بسبب حملة إعلامية شرسة طاولته شخصياً على خلفية قراراته الأخيرة، وطالب اتحاد الكرة بتوفير «حماية» إعلامية لوقف هذه الحملة. وكان عدد من الصحف قاد، منذ الأيام التي أعقبت التأهل التاريخي إلى المونديال، حملة تستهدف صانع التأهل، على خلفية قراره الأول بضم مهدي لحسن، المحترف في نادي ساتندار الإسباني، لتفتح صفحاتها للاعبي «الخضر» نسبت إليهم رفضهم الخطوة التي رأوا أنها، بحسب هذه الصحف دائماً، ستفسد ما تم إنجازه خلال عامين من التصفيات. وبعد أن وقع سعدان تحت «رحمة» هذه الصحف مقرراً إبعاد اللاعب محل الضجة في آخر لحظة، عادت الأخيرة فانتقدته مرة أخرى بسبب قراره بإجراء معسكر تحضيري بأجواء باردة (فرنسا) بينما تقام البطولة بأجواء حارة (أنغولا). ونسبت هذه الصحف إلى بعض اللاعبين تذمرهم من هذا الاختيار، وأنهم طالبوا بتعجيل التنقل إلى أنغولا مخافة أن يتعرضوا للزكام والأنفلونزا الموسمية بسبب برودة الطقس في جنوبفرنسا. وزعمت تقارير صحافية أن رابح سعدان بدا في وضع نفسي غير مريح بسبب هذه الحملة التي وصفها ب«غير البريئة»، وهدد بالانسحاب من منصبه بعد أمم أفريقيا في حال عدم وقف الحملة ووقوف اتحاد الكرة إلى جانبه. ونسبت صحيفة «كومبيتيسيون» (المنافسة) إلى سعدان قوله: «منذ مدة بدأت حملة كبيرة تستهدف استقرار المنتخب الوطني، وذهب هؤلاء أبعد من ذلك عندما استهدفوني شخصياً. لا أدري لماذا كل هذه الحملة ضدي في وقت نحن بأمسّ الحاجة إلى الهدوء للتحضير لبطولة مهمة في مستوى أمم أفريقيا». وتابع مستطرداً: «مسؤولو اتحاد الكرة مطالبون بالتدخل لاتخاذ المواقف والإجراءات المناسبة لوقف هذه الحملة. وأنتهز الفرصة لأطلب من هؤلاء الأشخاص وقف حملتهم ضدنا وكتابة أي شيء. وعلى رغم كل هذا الهجوم ضدي شخصياً وضد المنتخب، إلا أن ضميري لا يسمح لي بالاستقالة في هذا الظرف بالذات، إذ نحضر لمباراة مهمة الأسبوع المقبل (ضد مالاوي)». وفي تصريح إلى التلفزيون الجزائري أمس، أبدى رابح سعدان اندهاشه للانتقادات التي تطاوله بسبب اختياره الجنوب الفرنسي لإقامة المعسكر، مؤكداً أن «المنتخب الأنغولي يقيم منذ نحو شهر معسكراً في البرتغال، ولا أحد قال إن ذلك يضر بالإعداد». وسارع اتحاد الكرة إلى نجدة مدربه، مبدياً استغرابه لما سماه «الافتراءات التي لا تستند إلى أي أساس، وإنه يتساءل عن الهدف الحقيقي من هذه الحملة المضللة». وأوضح، في بيان رسمي أمس، أنه «لا يوجد أي خلاف لا بين اللاعبين والمدير الفني ولا بين اللاعبين والاتحاد، وأن المعسكر التحضيري يجري في ظروف ممتازة وأجواء أخوية تحت قيادة المدير الفني رابح سعدان الذي يؤدي مهمته بكل مسؤولية».