كثّفت طائرات النظام السوري ضرباتها أمس لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محاولة لوقف «توغّل» عنaاصره في مدينة الحسكة، فيما ذكر ناشطون لوكالة «فرانس برس» أن عائلات نزحت من الأحياء الجنوبية والشرقية للحسكة خوفاً من اقتحام «داعش» هذه المناطق، في اتجاه الأحياء الغربية والشمالية التي تسيطر عليها وحدات الحماية الشعبية الكردية. (للمزيد). وجاءت المعارك في ظل تصعيد وصفه ناشطون بأنه «غير مسبوق» في القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ على محافظتي حلب وإدلب ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وذكرت وكالة «رويترز» أن طائرات حربية سورية قصفت امس مقاتلين من تنظيم «داعش» كانوا يحاولون «التوغل» في مدينة الحسكة، علماً أن المعارك ما زالت تدور، كما يبدو، عند المشارف الجنوبية للمدينة والواقعة تحت سيطرة النظام. وفي حين أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام تواصل استقدام تعزيزات إلى المدينة، أكد أن الأكراد لم يتدخلوا حتى الآن في المعارك، كما أن صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات انتقدت ما سمته «تخاذل» الأكراد عن مساندة قوات النظام. غير أن وكالة «مسار برس» المعارضة ذكرت في تقرير أمس أن عناصر «داعش» قتلوا عدداً من مقاتلي الوحدات الكردية في الحسكة. وبالتزامن مع ذلك، يشن النظام منذ أيام حملة قصف جوي بالطائرات الحربية أو البراميل المتفجرة على مناطق عدة خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية وجنوبها وشرقها. وتسبب هذا القصف «غير المسبوق»، وفق «المرصد»، بمقتل 94 شخصاً بينهم 20 طفلاً خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. وواصل الطيران المروحي الجمعة إلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء الشرقية من مدينة حلب حيث تسبب برميل سقط على حي الميسر بمقتل ثلاثة أشخاص هم والد ووالدة وطفلهما. كما قُتل ما لا يقل عن 12 مدنياً في قصف لطائرات النظام ب «قنابل فراغية» على مدينة سلقين في ريف إدلب الغربي. وعلى الصعيد الميداني في إدلب، تحدث «المرصد» عن استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، في محيط بلدة محمبل وحرش بسنقول ومحيط حاجز القياسات قرب طريق جسر الشغور - أريحا، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، أدى إلى إعطاب وتدمير سبع دبابات وعربة واحدة على الأقل لقوات النظام وخسائر بشرية في صفوفها، وسط تقدم الفصائل الإسلامية في حرش بسنقول. وأضاف أن طائرات النظام شنت غارات عدة على مناطق الاشتباك، في حين قصفت مروحياته بالبراميل المتفجرة قرية بلشون في جبل الزاوية ما أدى إلى مقتل مواطن وسقوط جرحى. في غضون ذلك، ذكرت «مسار برس» أن «الائتلاف الوطني» السوري طالب الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تدخل «حزب الله» في سورية. وأشار الائتلاف على موقعه إلى أن رئيس لجنته القانونية هيثم المالح طالب الأمين العام للجامعة نبيل العربي خلال اجتماعهما أول من أمس (الخميس) بتحويل ملف تدخل الحزب إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لإجباره على سحب قواته من سورية. وأوضح المالح خلال اللقاء وجهة نظر «الائتلاف» من مؤتمر القاهرة المزمع عقده خلال أيام، وقرار الهيئة العامة عدم المشاركة فيه.