أعلنت السلطات الأمنية السعودية أمس هوية منفذ الجريمة الإرهابية في مسجد الحسين بحي العنود في الدمام التي أودت بحياة أربعة مواطنين، ويدعى خالد عايد محمد الوهبي الشمري (سعودي الجنسية - 20 عاماً)، مؤكدة أن المعمل الجنائي أثبت من خلال فحص عينات من بقايا جثة الإرهابي، وموقع الحادثة أن المادة المستخدمة في التفجير من نوع RDX (آر دي إكس). وأوضحت وزارة الداخلية في بيانها الصادر أمس أن إجراءات التثبت من هويات ضحايا الحادثة الإرهابية، توصلت إلى أنهم: عبدالجليل جمعة طاهر الأربش، ومحمد جمعة طاهر الأربش، وهادي سلمان عيسى الهاشم، ومحمد حسن علي العيسى. واعتبرت الداخلية أن الشهداء الأربعة «ضربوا بعملهم الشجاع وتضحيتهم بأرواحهم ودمائهم الطاهرة أصدق مثال على أن المواطن هو رجل الأمن الأول»، معلنة صدور توجيه خادم الحرمين بمعاملتهم معاملة شهداء الواجب، ومنحهم نوط الشجاعة، تقديراً من الدولة لتضحيتهم الجليلة. وكان الإرهابي الشمري متنكراً بزي نسائي حاول تفجير نفسه في المصلين أثناء صلاة الجمعة في مسجد الحسين بحي العنود في مدينة الدمام، لكن بعض المواطنين المصلين اشتبهوا به، وحالوا دون دخوله المسجد، فقام بتفجير نفسه في مواقف السيارات ما أدى إلى استشهاد الأربعة المذكورين في البيان. وأوضح البيان أن ملابسات الجريمة النكراء التي لم تراع حرمة الدماء ولا حرمة المكان لا تزال محل المتابعة الأمنية، معتبراً أن من وراء هذا العمل الإجرامي أشخاص «سلموا عقولهم لشعارات وإملاءات جهات لا تريد الخير بالوطن والمواطنين، وتسعى إلى نقض عرى الأخوة والقربى التي سادت مجتمعنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز». ولفت إلى أن «ما أظهره المجتمع السعودي بفئاته كافة وتوحد صفه تجاه هذا الإرهاب المقيت لهو خير رد على أدوات الفتنة ومن يقف وراءهم»، مؤكداً أن التحقيقات في هذه الحوادث الإرهابية تحرز تقدماً ملموساً، وتم ضبط العديد من الأطراف ذات العلاقة بتلك الحوادث. في الوقت نفسه، كشفت وزارة الداخلية على لسان متحدثها الأمني في بيان ثانٍ عن قائمة من 16 مطلوباً أمنياً، أثبتت المعلومات التي حصلت عليها السلطات الأمنية عن ارتباطهم «ارتباطات متفاوتة بأحداث مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح والمشاركة في إطلاق النار على إحدى دوريات أمن المنشآت أثناء أدائها مهماتها واستشهاد قائدها». وشددت وزارة الداخلية في بيانها على أن «المصلحة تستدعي مثول هذه الأطراف بصفة عاجلة أمام الجهات الأمنية لإثبات حقيقة كل منهم، خصوصاً أنه سبق إشعار ذويهم باعتبار أنهم مطلوبون للجهات الأمنية». وحذرت الوزارة من أن التعامل مع المطلوبين ال16 سيجعل من صاحبه عرضة للمحاسبة، معتبرة هذا الإعلان «فرصة سانحة لأولئك الذين استغلوا من هؤلاء المطلوبين خلال الفترة الماضية في تقديم خدمات لهم للتقدم للجهات الأمنية لتوضيح مواقفهم، تفادياً لأية مساءلة نظامية ربما يترتب عليها مسؤوليات جنائية وأمنية، وتوجيه الاتهام بالمشاركة بالأعمال الإرهابية». والمطلوبون هم: إبراهيم يوسف إبراهيم الوزان، وأحمد سالم أحمد الحليف الغامدي، وبسام منصور حمد اليحيى، وحسن فرج محمد القرقاح القحطاني، وحسن حميد حسن الويباري الشمري، وسعيد فلاح عايض آل رشيد، وسلطان عبدالعزيز علي الحسيني الشهري، وسويلم الهادي سويلم القعيقعي الرويلي، وعبدالرحمن محمد علي البكري الشهري، وعبدالرحيم عبدالله عمر المطلق، وعبدالهادي معيض عبدالهادي المسردي القحطاني، وفيصل محمد سعيد الحميد الزهراني، ومحسن محمد محسن العصيمي العتيبي، ومحمد سليمان رحيان الصقري العنزي، ومحمد عوض سعيد الفهمي الزهراني، وهشام فهد محمد الخضير. ودعت وزارة الداخلية كل من تتوافر لديه معلومات عن أي منهم للمسارعة في الإبلاغ عنهم على الرقم (990) أو أقرب جهة أمنية، علماً بأنه يسري في حق من يبلغ عن أيٍّ منهم مكافآت، إذ يمنح مكافأة مالية مقدارها مليون ريال كل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين، وتزداد هذه المكافأة إلى 5 ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب، وإلى 7 ملايين في حال إحباط عملية إرهابية.