فيما لم يبرز أي جديد يوحي بتفعيل الحراك في اتجاه فك عقدة الفراغ الرئاسي في لبنان، لم يتبدل المشهد في الجلسة ال 24 لانتخاب الرئيس على رغم انقضاء السنة الاولى على الشغور. فلم يكتمل النصاب على ما جرت عليه العادة في الجلسات السابقة، في ظل استمرار المقاطعة، ليرسو عدد النواب الذين حضروا على الرقم 50 فيما العدد المطلوب لاكتمال النصاب 88 نائباً. وأعلن الامين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر باسم الرئيس نبيه بري إرجاء الجلسة محدداً 24 الجاري موعداً لجلسة جديدة تحمل الرقم 25. ومن بين النواب الذين حضروا، اعضاء اللجنة المنبثقة من اللقاء النيابي في بكركي، بطرس حرب وعاطف مجدلاني وجورج عدوان ونديم الجميل الذين توجهوا الى مقر الرئاسة الثانية للقاء بري، ووضعه في اجواء اجتماع بكركي الذي تداول في موضوع نصاب النصف زائداً واحداً، وهو أمر يعارضه بري ويتمسك بنصاب الثلثين في كل دورات الاقتراع، ما دفع عضو كتلة «القوات اللبنانية» ايلي كيروز الى عقد مؤتمر صحافي في المجلس النيابي في حضور النائب ستريدا جعجع، خاطب فيه بري والكتل النيابية والحزبية حول النصاب، مستنداً الى دراسات قانونية ليعتبر وفق مراجع قانونية ان لا مواد في الدستور تشير الى ان النصاب يجب ان يكون الثلثين، لافتاً الى انه اذا لم نذهب الى البرلمان لانتخاب رئيس في اقرب وقت، يجب ان نبحث عن منطق دستوري ثان للركون اليه للخروج من الازمة». وكانت النائب جعجع زارت رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في منزله في حضور نجله تيمور، والنواب: مروان حمادة، غازي العريضي وهنري حلو، وأطلعته على اجواء ونتائج لقاء رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون في مقر الاخير مساء أول من أمس. وجاء لقاء جعجع - عون بعد سلسلة من الاجتماعات بين «التيار الوطني الحر» و«القوات» توصلا خلالها الى «اعلان مشترك» بينهما مؤلف من 16 بنداً. وزار رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الرئيس ميشال سليمان، وتناول البحث تقويم اعلان النوايا، بين «القوات» و«التيار الوطني»، وتداعيات زيارة البطريرك بشارة الراعي سورية، وموقف عون من ان تأخذ الحكومة إجازة الى أيلول. وأسف سليمان «لتكرار سيناريو عدم اكتمال نصاب انتخاب رئيس»، داعياً «النواب مرة أخرى الى ان يمارسوا واجبهم». وحذر من «مخاطر تعطيل عمل الحكومة أو محاولة اسقاطها تحت أي ظرف، لما تشكله من ضمانة في ظل الإمعان في إطالة عمر الفراغ». ورأى ان «من دون تطبيق الدستور سنضطر يوماً ما الى البكاء على الوطن». ورحب بوثيقة «إعلان النوايا» التي جمعت عون وجعجع، معتبراً انها «خطوة إيجابية لناحية التهدئة بين جمهور الحزبين، إضافة إلى الاتفاق على العمل على تنفيذ القرارات السابقة التي اتفق عليها»، معتبراً انها تجنبت ذكر «اعلان بعبدا» على رغم اعتمادها الكثير من مفرداته»، ومتمنياً لو كان البند الأول في هذه النوايا «النزول فوراً إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس لكي لا تأتي أي خطوة وكأنها إشارة سلبية للتطبيع مع الفراغ الرئاسي». أما السنيورة فرأى أن «هذه الفترة دقيقة تتطلب الكثير من الحكمة والتبصر والعودة إلى كل ما اتفقنا عليه في الحوار لا سيما في موضوع إعلان بعبدا الذي أقر من قبل الجميع، على رغم أننا نرى البعض إما يغفله أو يغفل ذكره أو لا يشير إليه بالشكل الصحيح». وأوضح السنيورة أن زيارته سليمان كانت مناسبة للتداول في أكثر من مسألة تهم اللبنانيين، لاسيما مسألة استمرار الشغور الرئاسي، لافتاً إلى أن «الرئيس هو الذي ينبغي أن تكون لديه القدرة بانتخابه على أن يجمع اللبنانيين نحو أماكن مشتركة». بري: منشغلون بانقساماتنا الى ذلك، نقل نواب عن بري تشديده على «ضرورة التنبّه للمآرب الاسرائيلية ومخاطر تهديدها الدائم للبنان على غير صعيد»، لافتاً الى ان «هذا التهديد العدواني بات منسّياً أو مهملاً على رغم تزايد مخاطره ما يستوجب منّا الحذر من هذا المنحى في كل وقت ونوليه الأهمية المطلوبة». وقال خلال لقاء الاربعاء ان «اللبنانيين منشغلون بانقساماتهم في الوقت الذي يجري الاسرائيليون مناوراتهم ويبيّتون نواياهم العدوانية». وأشار حرب بعد لقائه بري إلى «أننا بحثنا في الأساليب التي يمكن ان نعتمدها للخروج من الفراغ الرئاسي»، لافتاً إلى ان «الهدف مشترك واتفق على متابعة الحوار في ما بيننا في ظل الأمور التي تحدث بالمنطقة». وقال: «هناك توافق مع بري على ان المجلس النيابي في حال انعقاد دائم والدعوة التي يكررها لجلسة الانتخاب تؤكد تصميمه على دعوة النواب لانتخاب رئيس»، معتبراً ان «تعطيل النصاب هو الذي يدفعنا لمناقشة أمكان اعتماد نصاب غير الثلثين لأننا أصبحنا في الدورة الثانية».