بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس برسالة الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حول العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين على مختلف الاصعدة، في وقت حذت باريس حذو حذو واشنطن ولندن، وقررت إغلاق سفارتها في صنعاء حتى إشعار آخر، واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الوضع في اليمن يشكل تهديدا للاستقرار في المنطقة والعالم. واستقبل الرئيس اليمني امس مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، اللذين نقلا اليه رسالة خادم الحرمين. وقالت «وكالة الانباء اليمنية» الرسمية (سبأ) ان الرسالة اكدت متانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والحرص على تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين اليمني والسعودي. واضافت الوكالة انه جرى خلال اللقاء بحث جوانب العلاقات والتعاون المشترك، ولا سيما التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب. وأعرب الرئيس اليمني عن ارتياحه لمستوى العلاقات الأخوية الحميمة والتعاون القائم بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، مؤكداً أن أمن المملكة جزء لا يتجزأ من أمن اليمن، لأن ما يهم أحدهما يهم الآخر. وأكد الحرص على تعزيز العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين بما يلبي تطلعات شعبيهما ويحقق مصالحهما المشتركة. وفي واشنطن، قالت كلينتون بعد اجتماع مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني «نحن نرى تداعيات عالمية للحرب في اليمن وجهود القاعدة لاستخدام هذا البلد في شن هجمات ارهابية على مسافات بعيدة خارج المنطقة». وأوضحت ان قرار اعادة فتح السفارة الاميركية في صنعاء سيتخذ «حسبما تسمح الظروف». وفي باريس، صرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس بأن «سفيرنا قرر في الثالث من كانون الثاني (يناير) الإمتناع عن استقبال الناس في مقرات البعثة الديبلوماسية». ولم يُعلن فاليرو فترة اغلاق السفارة. وكانت واشنطن ولندن أغلقتا سفارتيهما الأحد في أعقاب تهديدات وجهها تنظيم القاعدة الذي تبنى المسؤولية عن محاولة تفجير طائرة أميركية في رحلة بين أمستردام وديترويت في عيد الميلاد. وأفادت مصادر غربية أن السفارتين بقيتا مغلقتين أمس. وقال فاليرو إن «جماعات تنسب نفسها الى القاعدة في جزيرة العرب أقدمت على تهديد بعثات التمثيل الأجنبية في اليمن. وسبق أن كان مستوى التيقظ حيال أمن سفارتنا ورعايانا في صنعاء مرتفعاً». ورداً على سؤال عن المدرسة الفرنسية في صنعاء، أعلن الناطق «أنها مغلقة حالياً لمناسبة عطلة نهاية العام». وأفادت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن مخاوف من فقدان الجيش اليمني ست شاحنات محملة بالمتفجرات والأسلحة، وراء إغلاق السفارتين الأميركية والبريطانية في صنعاء. وفي شمال صنعاء، شنت قوى الأمن عملية استهدفت عناصر مشتبه بها في «القاعدة»، فقتلت اثنين منهم وجرحت ثلاثة آخرين. وأوضح مصدر قبلي أن وحدات في قوى الأمن كانت تطارد محمد أحمد الحنق الذي يشتبه في انتمائه إلى «القاعدة»، اشتبكت مع جماعته في منطقة ارحب الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال صنعاء. وتابع المصدر أن اثنين من حراس الحنق قُتلا وأُصيب ثلاثة آخرون، فيما تمكن الحنق من الفرار. وفي هذا السياق، شددت السلطات اليمنية إجراءاتها الاحترازية في المطارات والمنافذ الحدودية ونشرت مزيداً من قوات خفر السواحل على امتداد شريطها الساحلي وضاعفت مراكز الرصد والمراقبة لمنع تسلل عناصر من حركة «الشباب» الصومالية القريبة من «القاعدة» إلى اليمن. وكانت هذه الحركة الصومالية المتشددة أطلقت تهديدات بإرسال مقاتلين إلى اليمن لمناصرة عناصر «القاعدة» في مواجهة الحكومة اليمنية. وقُتل شرطي يمني في عدن (جنوب البلاد) وجُرح ثلاثة آخرون بينهم ضابط يعمل مديراً لقسم شرطة مديرية كريتر، برصاص مسلحين كانوا ضمن عشرات المعصمين أمام مبنى جريدة الأيام المستقلة. وأكد ل«الحياة» شهود ومصادر في عدن أن قوات الشرطة حاولت تفريق المعتصمين الذي كانوا يطالبون الحكومة بإلغاء قرار منع صحيفة «الأيام» من الصدور، والذي اتخذته وزارة الاعلام قبل حوالى ثمانية شهور، بعدما هدد مسلحون بين صفوف المعتصمين ومتمركزين في مبنى «الأيام» والمباني المجاورة قوات الشرطة بعدم الاقتراب. ورداً على سؤال ل«الحياة» في الدوحة، قال «لا أعتقد ان بالامكان مقارنة الوضع في اليمن بالوضع في باكستان. هناك مشكلة القاعدة وإهتمام دولي بنشاطها في اليمن. واليمن قادر على مواجهة هذه الجماعات». وأضاف: «كما كررنا، فإننا بحاجة إلى تعاون دولي مع اليمن في تدريب وإعداد وحدات مكافحة الإرهاب اليمنية والدعم التنموي لأن جزءاً من المشكلة في هذا الصدد اقتصادي». (راجع ص 2)