طهران، باريس، واشنطن، دوشنبه - أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» - أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس، رفض «المناورة الأخيرة» التي قامت بها طهران بتحديدها مهلة تنتهي آخر الشهر الجاري، للدول الست المعنية بملفها النووي للقبول بشروطها لتبادل الوقود النووي. وقال كوشنير لإذاعة «ار تي ال» الفرنسية: «هناك المناورة الأخيرة التي قام بها الإيرانيون. تعلمون انهم حددوا مهلة للذين كانوا يعرضون مساعدتهم في تخصيب اليورانيوم، اي الاسرة الدولية ومن ضمنها فرنسا». وأضاف: «كان هناك تاريخ، الواحد والثلاثون من كانون الاول (ديسمبر)» الماضي لاتمام المفاوضات الفنية حول التخصيب، لكن «هذه المهلة انقضت ولم يكن يترتب علينا نحن ان نوافق على ما يريدون فرضه علينا». وزاد: «لا يمكن التصرف على هذا النحو». وندد بموقف ايران التي «قلبت» الوضع بقولها للمفاوضين الغربيين: «نحن من ينتظركم». وقال: «سنواصل التكلم مع الإيرانيين، لكن مناقشة التطور النووي معهم امر غير ممكن لسوء الحظ». وكانت طهران أمهلت السبت الماضي الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا) شهراً ينتهي آخر الشهر الجاري، للموافقة على شروطها لمبادلة يورانيوم مُخصب بنسبة 3.5 في المئة، بآخر مُخصب بنسبة 20 في المئة لاستخدامه في مفاعل طهران للبحوث الطبية. وقال وزير الخارجية منوشهر متقي: «انه انذار نهائي. أمام الأسرة الدولية شهر واحد فقط لاتخاذ قرارها، وإلا ستقوم طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى». ورفض الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر المهلة التي حددها متقي، معتبراً ان طهران «تعزل نفسها». وأكد ان المشروع الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج، كاف ولا ضرورة لإدخال شروط جديدة عليه. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن شركات صينية مُتهمة ببيع تكنولوجيا صواريخ لإيران، استطاعت الالتفاف على الحظر التجاري الذي تفرضه واشنطن علىها، من خلال شحن بضائع بملايين الدولارات من هذه الشركات للولايات المتحدة. واستشهدت الصحيفة بتحليل سجلات شحن ل «مشروع ويسكونسين حول ضبط انتشار الاسلحة النووية»، لتشير الى إن شركة صينية وهي وحدة تابعة لشركة استيراد وتصدير الآلات المملوكة للدولة، قامت بنحو 300 شحنة غير قانونية لشركات أميركية منذ الحظر المفروض على الشركة منتصف عام 2006. وأضافت أن الشركات الأميركية لا تعرف على الارجح انها كانت تتعامل مع كيانات محظورة. وتراوحت شحنات الشركة التي بلغت قيمتها ملايين الدولارات، من المراسي إلى لعب الاطفال. وكانت الشركة تعمل في غالبية الاحيان بوصفها وسيط شحن، وهذا محظور أيضاً بموجب أمر رئاسي أميركي صدر عام 2006. ولفتت الصحيفة الى أن الشحنات الصينية غير القانونية، تشير إلى صعوبة تنفيذ العقوبات الأميركية على ايران. ونقلت عن غاري ميلهولين مدير «مشروع ويسكونسين» قوله: «نقضي كثيراً من الوقت في اقناع الدول الاخرى بحاجتنا إلى تشديد العقوبات على ايران، في وقت نحتاج إلى تطبيق افضل لقوانيننا». الى ذلك، اعلنت طهران «تأجيل» زيارة كان من المقرر ان يقوم بها وفد من البرلمان الاوروبي هذا الاسبوع الى ايران، للقاء أعضاء في مجلس الشورى (البرلمان) وناشطين في حقوق الانسان. وتأجيل زيارة الوفد هي الثالثة في الأسابيع الأخيرة. وبعث 15 عضواً في الكونغرس الاميركي برسالة الى رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك، طالبين إلغاء الزيارة التي اعتبروا انها تأتي «في توقيت غير مناسب» و «تبعث برسالة خاطئة الى الحكومة الايرانية وتقوّض الجهود الدولية لإنهاء برنامجها النووي». وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست: «من اجل تحقيق أقصى قدر من التعاون البرلماني المتبادل والبنّاء وإعداد البرامج الضرورية، تقرّر إرجاء موعد الزيارة الى وقت آخر سيتم الاتفاق عليه عبر القنوات ذات العلاقة». وأشار الى ان هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة وجّهها مجلس الشورى. الى ذلك، أعلن الرئيس الطاجيكي امامعلي رحمان دعم بلاده البرنامج النووي الايراني. وقال خلال لقائه نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي بدأ امس زيارة لدوشنبه تستمر يومين: «ندعم البرنامج النووي السلمي لإيران على كل المستويات، بوصف (طاجيكسان) شريكاً استراتيجياً طبيعياً لها». ودعا بعد لقائه نجاد الى تسوية الملف النووي الإيراني «من خلال المفاوضات والسبل الديبلوماسية». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن إيران وطاجيكستان وقّعتا 3 مذكرات تفاهم ووثيقتين للتعاون وبياناً مشتركاً لرفع مستوى العلاقات والتعاون بينهما.