نظّم «داعش» استعراضاً عسكرياً في الجانب الأيمن من الموصل مع اقتراب عامه الأول على وقوعها تحت سيطرته الذي بدأ ما يعرف ب»دوريات اللحى» لمعاقبة كل من يحلق ذقنه، وشنّ هجوماً إنتحارياً على موقع للشرطة الإتحادية راح ضحيته العشرات. وتزايدت الشكوك في قدرة القوات الأمنية و»الحشد الشعبي» على استعادة الرمادي. (للمزيد). وقال مصدر أمني كردي أن المئات من عناصر «داعش» نظموا «استعراضاً عسكرياً غير مسبوق داخل الموصل أمس وهم مقنعون ويرتدون الزي الأسود ويستقلون عربات رباعية الدفع تحمل أسلحة متطورة خفيفة ومتوسطة». وأفاد أن «الإستعراض الذي دام نحو ساعة جرى في شوارع وأزقة الأحياء الواقعة إلى الجانب الأيمن من المدينة»، مشيراً إلى أن «طريقة الأداء اختلفت عن سابقاتها من حيث طبيعة العروض والعربات والأسلحة المتطورة المستخدمة فيه». في المقابل تخرج حوالى 700 عنصر من معسكر «زينكان» الواقع إلى الشمال من محافظة نينوى، في إطار التحضيرات الجارية لمعركة «تحرير نينوى»، وجرى استعراض عسكري للمجموعة. ووجه قائد العمليات اللواء الركن نجم الجبوري رسالة في المناسبة إلى أهالي المحافظة جاء فيها: «أُنبذوا الخلافات والصراعات جانباً، فحدباؤنا الجريحة أكبر من المسميات». وأضاف: «قريباً ستتحرك القاصفات الاستراتيجية إلى مرابضها القريبة من العراق وبدورها ستحرث الأرض حرثاً، وتهدم كل تحصينات وأنفاق الأشرار، وفي يوم نينوى لن نترك منهم أحداً». وكان أعضاء في مجلس نينوى أعربوا في تصريحات سابقة الى «الحياة» عن شكوكهم في قدرة القوات التي يتم تدريبها تحت عنوان «تحرير نينوى» على خوض معارك ضد «داعش» بسبب ضعف التسليح، وتراجع المعنويات جراء «الصدمة» التي خلفها سقوط الرمادي، حيث لا يختلف الأمر كثيراً، إذ تصاعدت الشكوك أيضاً بامكانات الجيش الذي يتقدم ببطء باتجاه المدينة من نواح عدة. وأفادت مصادر «الحياة» إن «داعش» أكمل بناء تحصينات حول مركز المدينة، مستخدماً الحواجز الكونكريتية التي كانت منتشرة في المجمع الحكومي ونقاط التفتيش في الشوارع. وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري خلال مقابلة مع «بي بي سي» ان «هناك تباطؤاً في العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في قبضة التنظيم في الأنبار»، واضاف: «يجب التوصل إلى تسوية سياسية تضمن استعادتها». إلى ذلك، قال زعيم منظمة «بدر» أبرز الفصائل الشيعية المنضوية في «الحشد الشعبي» هادي العامري خلال تصريحات نقلتها صحيفة «ديلي تلغراف» امس أن فكرة الهجوم المضاد الوشيك على الرمادي التي يعد بها رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين العراقيين «مضحكة». من جهة أخرى، قال ضابط برتبة مقدم: «قتل 37 وجرح 33 من عناصر الأمن، من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، في هجوم انتحاري نفذه داعش بواسطة عربة مفخخة». واضاف ان «الهجوم وقع صباح اليوم (أمس) واستهدف مقر الشرطة على الطريق الرئيسي المؤدي الى بحيرة الثرثار، غرب سامراء»، في محافظة الأنبار التي يسيطر على معظمها التنظيم. وأكد ضابط آخر برتبة رائد في سامراء وقوع الهجوم وقتل واصابة العشرات من عناصر الأمن.