وصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قطاع غزة بأنه «برميل بارود»، داعياً إلى عدم السماح له بالانفجار. واعتبر شتاينماير، الذي زار القطاع في صورة مفاجئة على رأس وفد مؤلف من 60 شخصية لساعات عدة أمس، أن الوضع في القطاع «قاس جداً، ولا يجوز أن يستمر أبداً. القطاع برميل بارود، ولا يجوز أن ينفجر أو السماح بذلك». وشدد شتاينماير خلال مؤتمر صحافي عقده في ميناء غزة البدائي، على أنه يعمل مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين على «تغيير الواقع المأسوي في غزة، ومنع تكرار حرب أخرى» مع إسرائيل. ونفى قيادي رفيع في حركة «حماس» ل «الحياة» أن يكون شتاينماير التقى أياً من قادة الحركة. كما نفى أن تكون ألمانيا تتوسط في صفقة لتبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل. وفي رسالة واضحة الى «حماس»، قال شتاينماير: «لا نريد أن تكون غزة منصة للصواريخ... الأمن في مقابل التنمية البشرية والحياة الكريمة، أعرف أن الأمور صعبة في الشرق الأوسط، والمنطقة، لكن علينا جميعاً أن نمنع حدوث حرب أخرى». ودعا الى «فتح المعابر التجارية، وتحسين الوضع الاقتصادي، والبدء في استثمارات من الداخل والخارج». وجاءت تصريحات شتاينماير من الميناء ومعادلة وقف أعمال المقاومة مع التنمية وتحسين الوضع الاقتصادي، رسالة واضحة وصارمة لحركة «حماس» التي تقود مقاليد الحكم فعلياً في القطاع. ووصف شتاينماير الوضع بأنه «ليس سهلاً. رأيت الدمار، والتقيت مع أناس فقدوا بيوتهم وعملهم، وسنستمر في تقديم المساعدات لهم، وتوفير حياة كريمة لهم». ولفت الى أن ألمانيا تواصل دعمها الفلسطينيين في القطاع عبر المؤسسات الإغاثية الأممية والدولية، واعداً بأن «تساهم في إعمار» ما خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير. وكان شتاينماير وصل الى القطاع أمس في زيارة لم تكن مدرجة على جدول أعماله، شجعه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الذي التقاه أول من أمس، على القيام بها، نافياً أن تكون لديه خطط لعقد اجتماعات مع «حماس». وقالت مصادر اسرائيلية إن نتانياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أيدا زيارته غزة. وكان شتاينماير التقى في مدينة رام الله أول من أمس رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، وبحث معه في مساعي إعمار قطاع غزة. واستبقت «حماس» الزيارة، قائلة إنها «تتطلع إلى أن تلعب ألمانيا دوراً يتناسب مع حجمها على المستويين الأوروبي والدولي لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، ووقف العدوان». ووصفت في بيان الزيارة بأنها «مهمة».