قتل ما لا يقل عن 37 من قوات الأمن و «الحشد الشعبي» وأصيب العشرات في هجوم انتحاري استهدف مقراً للشرطة الاتحادية غرب سامراء، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال ضابط برتبة مقدم إن «الهجوم وقع استهدف مقراً للشرطة الاتحادية على الطريق الرئيسي المؤدي الى منطقة الثرثار، شمال شرقي الأنبار، التي يسيطر على معظمها «داعش». وانتقد مسؤولون عراقيون بطء تقدم القوات لاستعادة الرمادي من «داعش»، ووصف أحد قادة «الحشد الشعبي» جهود الحكومة ب «المضحكة». في غضون ذلك، أفادت مصادر من داخل الرمادي «الحياة»، بأن «داعش» أكمل بناء تحصينات حول مركز المدينة مستخدماً الحواجز الكونكريتية التي كانت منتشرة حول المجمع الحكومي ونقاط التفتيش في الشوارع، وواصل عملية البحث عمن يتهمهم بالعمل مع الحكومة. من جهة أخرى، قال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» أمس، إن «داعش» يشن هجمات انتحارية على أطراف الرمادي الشرقية والجنوبية لمنع تقدم الجيش نحو مركز المدينة، وأشار إلى أن «التنظيم يستغل العواصف الترابية التي تجتاح المدينة لتنفيذ هجماته». وأضاف أن «قوة أمنية نفذت أمس عملية استباقية استهدفت منطقة المخازن في محيط جامعة الأنبار، أسفرت عن قتل أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة كانوا يجهزون أنفسهم لاستهداف الجيش والشرطة». وأشار إلى إن «قضاء الخالدية» يتعرض لقذائف هاون، فيما يسعى التنظيم للوصول الى السيطرة على أراض تمكنه من استهداف قاعدة الحبانية، في محاولة لفك الضغط المفروض عليه من ثلاثة محاور». وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري خلال مقابلة مع «بي بي سي» إن «هناك تباطؤاً في العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في قبضة تنظيم داعش في الأنبار»، وأضاف: «يجب التوصل إلى تسوية سياسية تضمن أن تكون عملية استعادة هذه الأراضي ضمن اتفاق سياسي». من جهة أخرى، قال زعيم منظمة «بدر»، أبرز الفصائل المنضوية في «الحشد الشعبي»، هادي العامري خلال تصريحات نقلتها صحيفة « ديلي تلغراف» أمس، إن فكرة الهجوم المضاد الوشيك على الرمادي التي يعد بها رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين العراقيين «مضحكة». وكانت «الحياة» كشفت السبت الماضي، نقلاً عن مسؤولين محليين، قولهم إن الحملة العسكرية التي أعلنتها الحكومة لاسترجاع الرمادي تسير ببطء، وتجري من دون تنسيق بين الجيش و «الحشد الشعبي» وطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. واعتبر عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي العمليات الجارية في أطراف المدينة ذات طابع دفاعي»، وقال ل «الحياة» إن «الحشد الشعبي يسعى إلى تامين بغداد وصلاح الدين من خلال سيطرته على مناطق محاذية لهما في الأنبار أكثر من سعيه إلى تحرير مركز الرمادي». وأضاف أن «أبناء العشائر الذين صمدوا في الرمادي اختفى معظمهم بعد سقوط المدينة خوفاً من عمليات انتقامية من داعش الذي توعد بقتلهم». وقالت مصادر داخل الرمادي ل «الحياة»، إن «داعش استخدم الحواجز الكونكريتية المنتشرة في شوارع المدينة وحول المجمع الحكومي لبناء تحصينات حول مركز المدينة»، وقالوا إن رافعات كبيرة أزاحت الحواجز من الشوارع ونقلتها إلى أماكن أخرى. وأضافت أن التنظيم نفذ حملات تفتيش داخل بعض المنازل بحثاً عن مطلوبين يتهمهم بالتعاون مع القوات الأمنية، واعتقل العشرات ونقلهم إلى جهة مجهولة. ونشر التنظيم عبر حسابه على «تويتر» صوراً للرمادي وعدد من أسواقها، وقال إن حملات لفتح الأسواق ومحطات البنزين شهدتها المدينة منذ يومين، كما عرض صوراً لعتاد عسكري قال إنه تابع للجيش بعد انسحابه قبل أسبوعين.