مقديشو - أ ف ب، رويترز - استعادت جماعة «أهل السنة والجماعة» الإسلامية المتحالفة مع الحكومة الصومالية أمس، السيطرة على مدينة دوسامرب (وسط) من أيدي متمردي «حركة الشباب» الذين طردوها منها أول من أمس، وذلك بحسب افادات سكان في المدينة. وأوقعت المعارك التي بدأت فجر أول من أمس بهجوم مفاجىء شنته «حركة الشباب» على مدينة دوسامرب، 30 قتيلاً على الأقل، وفقاً لزعيم قبلي وأحد سكان المدينة. وأعلن الزعيم القبلي في المنطقة عبد الله جدي لوكالة «فرانس برس» أن «المدينة هادئة. انهزم المقاتلون الشباب خلال المعارك العنيفة ليلاً. وتسيطر مجموعة أهل السنة على المدينة». وأضاف: «أرسلنا فريقين لاستعادة الجثث من الشوارع داخل المدينة وخارجها. ويقول لنا الفريقان إن عدد القتلى بلغ 31 فيما أُصيب 70 شخصاً في المعارك». يذكر أن هذا القتال هو الأول من نوعه في دوسامرب منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 عندما سيطرت جماعة «أهل السنة» عليها بعد طرد مقاتلي «الشباب». ومعلوم أن دوسامرب هي عاصمة منطقة جالجادود وسط الصومال التي تحرص حركة الشباب على السيطرة عليها لتوسيع نطاق سيطرتها بين مقديشو ومنطقة بلاد بنط الموالية للحكومة شمال شرقي البلاد. وقال علي ياسين جيدي نائب رئيس منظمة «علمان» للسلام وحقوق الإنسان لوكالة «رويترز» إن «غالبية الضحايا من الجماعتين. عدد الضحايا قد يكون ضعف ذلك لأن السكان ما زالوا يجمعون الجثث من الأزقة ومن تحت الأشجار. المنطقة بأكملها متوترة والسكان يفرون من بلدات أخرى». وأعلن حسين معلم أحد سكان المدينة «أن المعارك كانت الأعنف حتى الآن في دوسامرب. وجرت معارك عنيفة بين الطرفين للسيطرة على المدينة، لكن مجموعة أهل السنة سيطرت أخيراً وهزمت حركة الشباب». وبحسب الطبيب عبد الكريم نور، فإن 30 مدنياً وصلوا الى المركز الصحي التابع له منذ السبت (أول من أمس). وأعلن ناطق باسم «اهل السنة» الانتصار في المعارك. وقال الناطق باسم هذه الجماعة الشيخ يوسف القاضي: «بعونه تعالى، ألحقنا الهزيمة بأعداء ديننا الذين يدربهم أجانب. هناك كثير من جثثهم في الشوارع ونستعد لدفنها». وتعذر الاتصال بأي مسؤول في «حركة الشباب». وكانت المجموعتان تنازعتا في السابق للسيطرة على المدينة مطلع عام 2009. يذكر أن جماعة «اهل السنة والجماعة» التي تأسست عام 1991 لتشجيع الطريقة الصوفية والمعتدلة في الإسلام الصومالي، والتي حملت السلاح اخيراً ضد الإسلاميين في حركة الشباب، تخلت مطلع عام 2009 عن موقفها المناوئ للعنف للمشاركة في النضال المسلح ضد «المتمردين الشباب» وحلفائهم في «حزب الإسلام».