تصدر نبأ بطولة الشاب عبدالجليل الأربش وسائل إعلام أميركية، أشادت ببطولته ورفاقه الذين قدموا حياتهم لحماية مئات المصلين في جامع الإمام الحسين في حي العنود (مدينة الدمام). فيما عزت الملحقية الثقافية السعودية في أميركا «الشهيد» الأربش، الذي وصفته بأنه «أحد الطلبة المميزين في جامعته». وأرسل الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى، تعازيه لأسرة الفقيد وجميع أبناء الوطن وزملائه المبتعثين. وقامت جامعة ولاية ويتشيتا، التي يدرس فيها عبدالجليل الأربش بتعزيته والإشادة ببطولته. وقالت: «إن مجتمع الجامعة يشعر بالحزن للوفاة المأساوية لأحد طلابنا عبدالجليل، في الهجوم الإرهابي الأخير على جامع في الدمام، بالمملكة العربية السعودية». وأضافت: «كان عبدالجليل (22 سنة) طالباً في المرحلة الجامعية في الهندسة الكهربائية وعاد إلى بلده للزواج، وكان من المقرر أن يعود إلى الجامعة في الخريف». وأضافت «وسائل الإعلام أشادت بالأربش كبطل، وأنه وابن عمه قتلا أثناء محاولتهما منع الانتحاري من دخول جامع الإمام الحسين المزدحم بالمصلين». وقالت الجامعة: «لسنا مندهشين، فعبدالجليل فعل ما كان يجب فعله لإنقاذ حياة كل هؤلاء الناس، فهو لن يتخلى عن بلده بهذه السهولة». بدوره، قال منسق البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وأحد أساتذته بريثيكا كومار: «في إيماني، عندما يكون شخص ما قادراً على محبة الله حباً عميقاً إلى حد يضع الشخص جيرانه دائماً أولاً، حتى بالتضحية بحياته، فهو أو هي يكون قدّيساً، أنا سعيد أن الله قد أتاح لي الفرصة أن أعرف أحدهم، ولا أستطيع أن أوفيه الشكر على ذلك». وأضاف كومار: «تعرفت على الأربش جيداً في الفصل الدراسي الماضي، بينما كان مسجلاً في إحدى الدورات. أتذكر بأنه شخص رقيق كان سعيداً دائماً»، مردفاً: «أود أن أطلب منكم جميعاً الدعاء لعائلته، وبالخصوص خطيبته، فلقد رجع إلى وطنه لإتمام زواجه. كما أرجو الدعاء لوالدته، فلا بد من أن يكون ذلك قاسياً عليها». وأضاف: «كان ضمن قائمة الأصدقاء وهو شخص من أكرم وأسخى الناس، وأكثرهم احتراماً وعناية ممن عرفت، والذي كان دائماً موجوداً للمساعدة قدر المستطاع». إلى ذلك، نشرت قناة «KSN» الأميركية تقريراً عن «البطل جليل الأربش». كما نشرت قناة «KWCH» كانسس الأميركية مقالين عن الجريمة البشعة في مقتل الأربش وأخيه وابن عمه. فيما نقلت إحدى القنوات التلفزيونية جانباً من العزاء في الشهداء، الذي أقامه الطلاب في ولاية وتشيتا كنساس. وأعربت مديرة مركز النجاح لطلبة الهندسة في جامعة ويجيتا اليسا مارتينز نويل عن ألمها لمأساة رحيل الشهيد الأربش، مستذكرة بعض صفاته التي عرفت عنه، وأبرزها أنه كان «كريماً يعطي من وقته دائماً، ويتطوع لمساعدة الناس الأقل حظاً. وكان دائماً ما يجمع الأصدقاء للذهاب معهم لجمع المخلفات من أنحاء المدينة، أو لزيارة كبار السن ومساعدتهم في طلاء منازلهم». وأضافت: «إن الأربش كان بمثابة الأخ الأكبر لعدد كبير من الطلبة السعوديين، ودائم المساعدة للجدد أثناء انتقالهم للدراسة في جامعتنا»، مؤكدة أنه «قائد حقيقي معطاء في كل جوانب حياته». ودعت نويل إلى «تغيير النظرة الموجهة للمسلمين بالسوء»، قائلة: «ليس جميع المسلمين سيئون بل الخير موجود والخيرون كثر، والأربش أحد هؤلاء، بما قام به من عمل بطولي». واختتمت كلمتها بالتعبير عن «مشاعر الشرف بمعرفتها للشاب الشجاع»، مؤكدة أن «عائلته في الجامعة من أصدقاء وزملاء وأساتذة ستحمل له الشوق العميق». من جهتها، ذكرت زميلة الشهيد في الجامعة فوزية المبارك، «أن عبدالجليل كان أحد المتطوعين في حملة «نبي الرحمة»، مؤكدة أن «الإرهاب زرع في الأفراد الشجاعة والصلابة والقوة والتماسك مع بعضهم البعض، حتى في الغربة، لجميع أبناء الوطن باختلاف مذاهبهم»، لافتة إلى أن «الإرهاب لا يفرق بين الجميع». وقال زميله مصطفى السلامة، الذي يتقاسم معه الغرفة: «إن الشهيد عُرف بيننا بدماثة أخلاقه وحسن سيرته وسلوكه، وكان محافظاً على الصلوات وقراءة القرآن والتفقه في الدين. ودائماً ما يثري المكان بحديثه وابتسامته المشرقة التي لا تفارق محياه». ووصف زميله أكرم المرزوق الشهيد بأنه «من خيرة الشباب، فكان متطوعاً دائماً للأعمال الخيرية في المدينة، إضافة لاجتهاده الدراسي كطالب في قسم الهندسة»، موضحاً أن «الابتسامة كانت لا تفارقه حتى في أصعب اللحظات».