دانت دول عربية وإسلامية أمس، التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد العنود في الدمام الجمعة الماضي، وأكدت هذه الدول وقوفها التام مع السعودية في مكافحة الإرهاب، مشددة على رفضها الكامل لكل مظاهر الإرهاب والاعتداء على المواطنين والمقيمين في المملكة. كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف راتكي: «نندد بوحشية الإرهابيين الذين يرتكبون أعمال عنف في أماكن عبادة»، مضيفاً أن «أعمال العنف هذه تبرز مدى احتقار الإرهابيين للحياة البشرية». واضاف راتكي ان «الولاياتالمتحدة تقف الى جانب السعودية ضد العنف وتواصل التزامها العمل مع الحكومة السعودية وشركائنا الدوليين لمكافحة التطرف العنيف في المنطقة». وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها إن باكستان تدين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وعبّرت عن تعازي ومواساة الحكومة والشعب الباكستاني لأسر ضحايا الحادث الإرهابي الأليم الذي وقع في الدمام، وأكدت وقوف باكستان مع المملكة العربية السعودية في التصدي لآفة الإرهاب. وأعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد العنود في الدمام، الذي أسفر عن سقوط عدد من الأبرياء. وأفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، أن هذا العمل الإرهابي الشنيع الذي يهدف إلى إشعال الفتنة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، لن ينال من عزم وإصرار الأشقاء على مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، وفكرها الضال الذي لا يراعي حرمة النفس البشرية، مما يؤكد أن من يقف خلفها بعيد كل البعد عن الإسلام وقيمه السمحاء. وأكد المصدر وقوف الكويت إلى جانب المملكة وتأييدها في كافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها. وفي القاهرة، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي في تصريح له أمس، تضامن مصر الكامل ووقوفها مع المملكة في مواجهة الإرهاب الغاشم، معرباً عن تعازي مصر حكومة وشعباً لأسر الضحايا. من جهتها، استنكرت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، التفجيرات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية. وأعلنت الفصائل في بيان أمس، أن الشعب الفلسطيني في وطنه وفي دول الشتات، يقفون بحزم إلى جانب المملكة، التي وقفت بكل صدق ووفاء إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ نكبته عام 1948. ولفت البيان إلى أن الإرهاب الذي يضرب المملكة، وكان آخره جامع العنود في الدمام، إنما يستهدف أمن واستقرار شعبٍ آمن وبلد مبارك، ويؤكد مجدداً أن المملكة في مقدم الدول التي تحارب الإرهاب وتتصدى له، ومع ذلك تتعرض له. إلى ذلك، دان المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات بشدة الأعمال الإرهابية الجبانة التي تستهدف المملكة العربية السعودية وشعبها وأمنها، وأسفرت عن سقوط عدد من الأبرياء والمصابين. واستنكر رئيس المجلس محمد أحمد المر - بحسب وكالة الأنباء السعودية - الإرهاب الأعمى الجبان الذي يستهدف النيل من وحدة النسيج الوطني في المملكة، مؤكداً وقوف بلاده وتضامنها ودعمها القوي للمملكة العربية السعودية، في مواجهة هذه الجرائم الإرهابية الخطيرة، وكل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، وفي حربها ضد هذا الوباء الخطير الذي يستهدف مقدرات الأمة ودولها وشعوبها. وشدد على رفض الإمارات المطلق للإرهاب بمصادره وأشكاله كافة، التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية والأخلاقية. ودعا إلى ضرورة تضافر جهود الجميع وتكثيفها على مختلف المستويات لمواجهة هذه الجرائم الإرهابية الجبانة، التي لا ترعى للنفس البشرية وأماكن العبادة أية حرمة. محلياً، أعرب المجلس الأعلى للقضاء في السعودية، عن أسفه للحادث الإرهابي الذي وقع بعد أسبوع على حادث مسجد القديح بالقطيف، وأكد أن هذا يدل على «وجود استهداف لأمننا واستقرارنا ووحدتنا، ويسعى مخططوه ومنفذوه لإذكاء نار الطائفية وإشعالها وتأجيج الخلافات المقيتة خدمة للقوى الخارجية، التي تحاول إشغال دولتنا حرسها الله وأيدها بنصره وتوفيقه». وأوضح الأمين العام المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقضاء الشيخ سلمان بن محمد النشوان، أن هذه الحوادث ليس المستهدف فيها طائفة معينة، بل هي ترمي لما هو أبعد من ذلك لشحن النفوس، ونشر الفوضى والعنف، من دون أي إحساس بحرمة الدماء وعصمتها. وقال: «إننا أمام منعطف خطير، واختبار كبير لوحدتنا والتفافنا حول ولاة أمرنا وعلمائنا، فينبغي أن تزيدنا هذه الحوادث قوة وتعاوناً للتصدي للمحاولات البائسة والأفكار التكفيرية، التي يدعو لها فئات من الناس أعماهم الجهل».