كلّما استأسد «الزعيم» وأحكم قبضته على الصدارة... كلما وضعت الجماهير يدها على قلبها، وأوجست خيفة مما يحاك ضده بليل ممن دأبوا على السير خلف الركب، ووضع كل العراقيل في سبيل إيقاف المسير، ولأنها تعودت على الطعن في الظهر كثيراً يصدق حدسها وينجلي الليل بصبح مليء بالمفاجآت غير السارة التي تتوالى على غير موعد... وبسرعة البرق... وبلا مبرر الا أن يتعثر الجواد وبالقوة ليلحق به الجميع... حتى لو كان غير جدير بالمنافسة. كلّما فاز لابد أن تنتظر جماهيره وعلى أحر من الجمر مرور الأيام مخافة أن تصدم بعقاب وإيقاف على أخطاء لم ترها إلا عيون لا تعرف الغمض ولا تبيت الليل بحثاً عن العمد والسهو من أخطاء الهلال فقط، فيما هي كليلة مع ما يماثلها عند الغير... هل لابد أن يهزم الهلال لترضى عنه اللجان التي لا تنعقد إلا لأجله ولا ينفض سامرها إلا إذا أوقعت العقاب. كل شيء صار متوقعاً وبعد كل مباراة، وقد لدغ الهلال من ذات الجحر لدغات كثر أشد إيلاماً من إيقاف رادوي... وما الموسم الفائت منا ببعيد! عندما تضافرت الجهود وحشدت الطاقات واستنفر القوم في وقت أقرب ما يكون الهلال للظفر بكل الغنائم والتحليق بجميع البطولات بعيداً. هذا العام بدا الهلال متوهجاً أكثر وأكثر... وهو ما زاد التربّص به أكثر، وأكبر... لجان لا تظهر إلا في مبارياته لترصد لاعبيه فرداً، فرداً وجماهيره أرضاً، أرضاً... فيما غيره من لاعبي الأندية الأخرى يسرحون ويمرحون بعيداً عن عين الرقيب... يكسرون الأقدام ويطئونها عمداً يخنقون ويضربون... وتتحدث الصحف وينتقد المحللون كم الأخطاء الهائل، ولكنها عند لجنة الانضباط تمر مرور الكرام، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا نعرف معنى مصطلح الإيذاء الذي لم ينجم عنه خروج على نقالة... أو نقل لأقرب مستشفى أو نزيف دموي... إلا مع الهلال. شتان بين محاولة الإيذاء ووقوع الأذى الذي يغيّب اللاعب عن الملاعب أشهراً، وربما قضى على مستقبله ويغض الطرف عنها بل تسمى لعباً رجولياً. قدر الهلال أن الجميع أسد عليه، تأمّلوا الفرق كلها وهي تلاعبه ألا تكون في أوجّ عطائها لتثبت أن من يهزم «الزعيم» هو من الكبار، واللجان لأجله أليست في انعقاد دائم وقراراتها جاهزة معدة سلفاً؟... هل عرفتم حجم الهلال الآن؟! [email protected]