شددت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على المسؤولين عن المساجد بتوفير الحماية الأمنية اللازمة للمصلين، ومعرفة الداخلين إلى المسجد والخارجين منها. فيما رفضت مصادر في الوزارة تحدثت ل«الحياة»، الربط بين هذه التعليمات والهجوم على مسجد بلدة القديح، موضحة أنها «تعليمات تصدرها الوزارة سنوياً في شعبان وتستبق رمضان المبارك، الذي يزداد فيه ارتياد المساجد، خصوصاً خلال الليل لأداء صلاتي التراويح والقيام». فيما تعرضت مساجد عدة حول المملكة لحوادث تخريب وحرق، ودخول رجال إلى مصليات النساء بعضهم متنكرون في زي نسائي، خصوصاً خلال التراويح والقيام. وأبلغت وزارة الشؤون الإسلامية في تعميم وزعته أخيراً على أئمة وخطباء المساجد في المملكة بضرورة «عدم تغيب مراقبي المساجد خلال رمضان طوال الليل والنهار، مع ضرورة توفير الحماية للمصلين». كما تضمن التعميم (حصلت «الحياة» على نسخة منه) بضرورة «متابعة العمال والمراقبين وأعمال الصيانة في المساجد، مع توفير الحماية الأمنية اللازمة للمصلين، وفتح المسجد طوال النهار، ومعرفة الداخلين إليه والخارجين منه من خلال مراقبتهم، وتوفير كامل المتطلبات اللازمة لهم». وذكر أئمة وخطباء مساجد ل«الحياة»، أن «التعميم يصدر سنوياً في شعبان، ويؤكد ضرورة الاستعداد من ناحية الصيانة»، لافتين إلى أن هذا العام تم «التشديد على ضرورة وجود مراقبي المساجد طوال الليل والنهار، وعدم التغيّب إلا للحالات الضرورية للمؤذنين والخطباء، مع أهمية مراعاة توفير التنظيم والتنسيق في المصليات النسائية أيضاً، ووضع رقابة عليها، حتى لا تكون بعيدة عن الرقابة، وتوفير الحماية الكاملة والتنظيم خلال صلاة التراويح، لاسيما في العشر الأواخر من رمضان المبارك». وقال الشيخ أحمد عبدالعزيز خطيب وإمام مسجد في الخبر ل«الحياة»: «إن توفير متطلبات المصلين واجب الإمام وبقية القائمين على المسجد. ونعمل قبل رمضان على وضع خطة تضمن راحة المصلين وتوفير الأمن لهم، ونتأكد خلال صلاة المغرب وهو موعد الإفطار من وجود العاملين في المساجد مع الخطيب والمؤذن، حتى لا تخلو المساجد طوال الوقت من مراقبين ومسؤولين عنها». وفي ما يتعلق بالمصليات النسائية، ذكر «أن المصليات النسائية بحاجة إلى إعادة تنظيم ورقابة مشددة في ظل الظروف التي حدثت، والتي تهدد أرواح الناس في المساجد». بدوره، ربط الدكتور عبدالرحمن العصيمي أستاذ الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً بين حماية بيوت الله والتصدي للفكر الإرهابي. وقال ل«الحياة»: «حماية المساجد واجب على وزارة الشؤون الإسلامية، ولا يمكن السماح للغرباء بدخول بيوت الله، ولهم أهداف أو مقاصد إرهابية وتخريبية، فالحماية الأمنية لا بد من توفيرها في المساجد، لاسيما في رمضان المبارك الذي ربما يستغله الإرهابيون، وهم يفكرون في أن عملهم سيكون أجره مضاعفاً في حال القتل والتخريب والتدمير». وشدد العصيمي على أهمية «الالتفات إلى المصليات النسائية، فمن خلال تحقيقات ومعلومات وزارة الداخلية تبيّن أن هناك أطفالاً مجندين في تنظيم «داعش» الإرهابي، فالمخاوف لا تقتصر على الشبان الذكور، وإنما تشمل الأطفال والنساء أيضاً»، مضيفاً: «أن الفكر الإرهابي لا مرجع له إلا الشيطان، لذا لا بد من الحيطة والحذر وتوفير الأمان بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وما ينطبق على بيوت الله، يجب أن ينطبق على المجمعات التجارية والأماكن العامة، فأرواح البشر أمانة في أعناق الجميع». إلى ذلك، أوضح خطباء مساجد في المنطقة الشرقية، أنهم لم يتلقوا تعليمات من وزارة الشؤون الإسلامية حتى الآن حول الحديث في خطبة الجمعة المقبلة عن حادثة القديح، إلا أنهم استدركوا بالقول: «من الطبيعي أن تتم الإشارة إلى الحدث الإرهابي الذي وقع في منطقة القطيف الجمعة الماضي، وسيتم الحث على احترام بيوت الله. كما سيتم التطرق إلى كيفية استغلال الأطفال في الجماعات الإرهابية، وتنشئة الأبناء تنشئة إسلامية صحيحة بعيدة عن المؤثرات الخارجية. فمن واجبنا التحذير من الإرهاب، والحفاظ على أبنائنا من الفكر الإرهابي، لاسيما الأطفال الذين أصبحوا فريسة للفكر الضال».