أكد رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي جنرال احتياط غيورا إيلاند ان الانسحاب الاسرائيلي من لبنان قبل 15 سنة «خطوة صحيحة وشجاعة»، غير انه اعتبر ان «السياسة التي اتبعتها اسرائيل بعد الانسحاب وأبعادها المستقبلية فيها خطأ فادح، فالجيش كان يملك قبل الانسحاب شرعية محاربة «حزب الله»، ولم يكن مطلوباً الانسحاب من لبنان لتتواصل شرعية محاربته اذا واصل ضرب اسرائيل». ولفت الى ان «الشرعية التي تم تحقيقها بعد انسحابنا حتى السنتيمتر الأخير من الأرض، كانت العمل ضد دولة لبنان اذا تم تفعيل الارهاب ضدنا من اراضيها. اخطأنا عندما لم نوضح ذلك مسبقاً، واخطأنا جداً في شكل ادارتنا لحرب لبنان الثانية». موقف غيورا إيلاند، نقلته وسائل إعلام اسرائيلية في ذكرى مرور 15 سنة على الانسحاب من جانب واحد. وهو هدد لبنان راسماً شكل الحرب الجديدة التي يتوقعها. وقال: «حاولنا الانتصار على «حزب الله»، وسمحنا لدولة لبنان التي ترعى «حزب الله» بالتهرب من المسؤولية. ما الذي سيحدث اذا اندلعت غداً «حرب لبنان الثالثة؟ إذا قمنا بإدارة الحرب كما أدرنا الحرب السابقة، فسنجلب على أنفسنا ضائقة كبيرة». وأضاف قائلاً: «ظاهرياً تحسن الجيش الاسرائيلي منذ حرب لبنان الثانية، ولكن في الميزان التكتيكي، تحسن «حزب الله» بشكل اكبر. نتائج حرب كهذه، التي يمكن ان تتواصل لمدة 33 أو 50 يوماً، ستكون اصعب بكثير من حرب لبنان الثانية. من المناسب ان نعترف بأن الجيش الاسرائيلي لا يستطيع الانتصار على «حزب الله» إلا بثمن غير محتمل تدفعه الجبهة الداخلية». وخلص الى «الاستنتاج من هذا الوضع انه اذا تم فتح الحرب من الأراضي اللبنانية، وقررت اسرائيل اعلان الحرب فسيكون عليها اعلان الحرب على دولة لبنان، وتفعيل الجهد العسكري ضد «حزب الله» ولكن في الأساس ضد الجيش اللبناني والبنى التحتية اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية. وبما أنه لا توجد أي جهة في المنطقة، لا سورية وايران من جهة، ولا السعودية والدول العربية من جهة اخرى، ولا حتى «حزب الله» نفسه، على استعداد لامتصاص تدمير لبنان، فان نتيجة الهجوم الاسرائيلي على لبنان ستكون كما يبدو توجيه دعوة عاجلة الى كل الاطراف لوقف النيران بعد ثلاثة ايام وليس بعد 33 يوماً، وهي الطريق للانتصار في الحرب المقبلة واعادة خلق الردع الفاعل». ورأى ان «على اسرائيل ان تفضل دائماً الحرب أو أي اتفاق مع لاعب دولي وليس مع تنظيم معاد لها، وهذه مقولة صحيحة بالنسبة الى لبنان. هناك من يقول ان العالم لن يسمح لنا بعمل ذلك. هذا ليس صحيحاً، فالمجتمع الدولي لن يقول لنا توقفوا عن اطلاق النار اذا اندلعت الحرب، ومن جانب آخر سيقول ل«حزب الله» انه يسمح له بالاستمرار. المجتمع الدولي سيدعو كل الاطراف الى وقف اطلاق النيران في آن واحد. وكلما كان ذلك اسرع، سيكون الميزان في مصلحة اسرائيل. والطريق الامثل لمنع حرب لبنان الثالثة القول مسبقاً كيف وضد من سيتم توجيه النيران. ففي اللحظة التي يبدأ فيها اطلاق النيران، لن يكون بالإمكان البدء بشرح السياسة الجديدة، الجيش اللبناني والبنى التحتية اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية».