استدعى محققون في الكونغرس الأميركي سيدني بلومنتال، مستشار الرئيس بيل كلينتون السابق في البيت الأبيض، للإدلاء بشهادته الشهر المقبل، أمام لجنة في مجلس النواب الأميركي تحقّق في الهجوم الذي وقع على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012. ويطالب الاستدعاء الذي اطلعت «رويترز» على نسخة منه، بلومنتال، بالمثول أمام لجنة مجلس النواب في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل، للإدلاء بشهادته. وصدر طلب الاستدعاء بتاريخ الاثنين، لكن كُتبت عليه ملحوظة تشير إلى أنه تم تسليمه لزوجة بلومنتال الثلثاء. ولم يشمل الاستدعاء أي تفاصيل عن موضوع الشهادة. وقال جمال وير، الناطق باسم النائب الجمهوري تري جودي، رئيس لجنة التحقيق في هجوم بنغازي، رداً على استفسار من «رويترز»: «أستطيع التأكيد أن اللجنة استدعت السيد بلومنتال للشهادة». وقبل أكثر من سنتين، نشر متسلّل على الإنترنت مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها بلومنتال إلى هيلاري كلينتون، أثناء عملها وزيرة للخارجية. ولم يكن بلومنتال يعمل لحساب كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية، وهو أرسل هذه الرسائل بصفة شخصية. وتضمنت الرسائل تقارير استخبارات خاصة عن الأحداث التي وقعت في ليبيا، أرسلها إلى بلومنتال تايلر درامهيلر، وهو من أبرز ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سابقاً. وأرسلت بعض الرسائل خلال الفترة التي وقع فيها هجوم بنغازي، وكانت تناقش معلومات قدّمتها مصادر درامهيلر عن الهجوم. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الثلثاء، عدداً من رسائل البريد الإلكتروني، تظهر أن كلينتون نقلت بعض تقارير الاستخبارات الخاصة إلى مساعدين لها وموظّفين آخرين في وزارة الخارجية. وتظهر الرسائل أن واحداً على الأقل من تقارير الاستخبارات، وجد طريقه إلى متلقٍّ يبدو أنه كان كريستوفر ستيفنز، السفير الأميركي لدى ليبيا، الذي قتله متشددون بهجوم على القنصلية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) 2012. وكانت هذه الرسائل ضمن مجموعة من نحو 300 رسالة متعلّقة بليبيا، سلّمتها وزارة الخارجية إلى لجنة التحقيق في أحداث بنغازي في وقت سابق من هذا العام. وتظهر الرسائل أن كلينتون أبدت اهتماماً ببعض تقارير الاستخبارات، وشكّكت في البعض الآخر. وفي رسالة إلى أحد مساعديها، قالت كلينتون في إشارة إلى أحد التقارير التي زوّدها بها بلومنتال: «هذا ينضح بالسذاجة، فما رأيك؟».