يعقد رؤساء أركان جيوش الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، اجتماعهم الثاني بعد غدٍ (السبت) برئاسة رئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، لاستكمال بحث تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية. وأوضح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن الاجتماع، الذي سيعقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، «يأتي استكمالاً للإجتماع الأول الذي عقد في 22 الشهر الماضي، تنفيذاً لقرار القمة العربية في شرم الشيخ، والتي كلفت الأمين العام للجامعة العربية بالتنسيق مع رئاسة القمة (مصر) بدعوة رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء في الجامعة لدراسة جميع جوانب الموضوع، واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة». ومن المنتظر أن يستعرض رؤساء الأركان العرب خلال مداولاتهم «الأوضاع الراهنة وما تفرضه من تحديات خطيرة على الأمن القومي العربي خصوصاً المخاطر المترتبة على العمليات التي تنفذها المنظمات الإرهابية والرامية إلى تهديد كيان الدولة الوطنية الحديثة وترويع المجتمعات العربية وتهديد الوحدة الوطنية وبث الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة». وكان رؤساء أركان الجيوش العربية أكدوا في اجتماعهم الأول ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة وشددوا على «أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة، كما شدد رؤساء الأركان على ضرورة الاستجابة لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة بما فيها عمليات التدخل السريع وغيرها من المهمات ذات الصلة التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها وإيجاد التسويات اللازمة لها وكيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها». ويقوم فريق رفيع المستوى يعمل تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء بدرس «كافة الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع والإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها فضلاً عن الإطار القانوني اللازم لآليات عملها». وكانت القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ اعتمدت قرار وزراء الخارجية العرب بإنشاء قوة مشتركة، حيث دعا القادة العرب رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية إلى الاجتماع بهدف بحث آليات إنشاء القوة «بهدف خدمة القضايا العربية المشتركة، وحماية الأمن القومي العربي». وكلفت القمة العربية الأخيرة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بالتنسيق مع مصر لدعوة لجنة رفيعة المستوى من الخبراء العسكريين تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة فالدول العربية للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع بشأن تشكيل القوة المشتركة. وكان القادة العرب قد اعتمدوا في 29 آذار (مارس) الماضي مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية تشارك فيها الدول اختيارياً. وينص القرار على أن «هذه القوة تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية». ويستند هذا القرار إلى المادة الثانية من ميثاق جامعة الدول العربية والمواد ذات الصلة من معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي وملحقها وقرارات مجلس الجامعة على مستوى القمة وإعلاناتها بشأن المحافظة على السلام والأمن بين الدول الأعضاء وصون الأمن القومي العربي.