نفت عائلة الجنرال الباكستاني الراحل عثمان خالد أن يكون «العميل» الذي ساعد «وكالة الاستخبارات المركزية» الاميركية (سي آي أي) في الوصول إلى المكان الذي كان يختبئ فيه زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان. ونقلت صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية اليوم (الأربعاء) عن عائلة خالد قولها إنها غاضبة من التسريبات الصحافية عن أنه قدم المعلومات التي أوصلت الأميركيين إلى مكان الزعيم المتطرف. وكان الجنرال الباكساني الذي توفي العام الماضي عن 79 عاماً، حصل على اللجوء السياسي في بريطانيا قبل 35 عاماً، وعاش في لندن منذ ذلك الوقت. وكان الصحافي الأميركي سيمور هيرش نشر مطلع الشهر الحالي رواية عن مقتل بن لادن تكذب ما ذكرته واشنطن عن تفاصيل مقتل زعيم «القاعدة». وأشار إلى ضابط باكستاني لم يسمه قال إنه قدم المعلومات التي أدت إلى القبض على بن لادن في مقابل مكافأة مالية بقيمة 25 مليون دولار والحصول على الجنسية الأميركية والإقامة في الولاياتالمتحدة. لكن الصحف الباكستانية نقلت عن «مصادر عسكرية» قولها إن الضابط المعني هو الجنرال خالد الذي لجأ إلى بريطانيا بعدما قدم استقالته من الجيش احتجاجاً على إعدام رئيس الوزراء الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو في العام 1979. واعتبرت العائلة أن هذه الاتهامات «مسيسة» وسيقت ضد الجنرال الراحل بسبب «مواقفه المعلنة المعارضة للسياسة الباكستانية». وقال عابد خالد، نجل الجنرال، إن «رواية هيرش بكل بساطة لا معنى لها. ففي الوقت الذي يفترض أن أحداث روايته حصلت، كان والدي يعالج من مرض السرطان ويضطر إلى دخول المستشفى مراراً». وتابع «والدي لم يزر الولاياتالمتحدة منذ العام 1976، وعاش في بريطانيا منذ العام 1979». وأضاف «لم يكن لديه اتصال مع وكالة الاستخبارات المركزية، ولم يعرف شيئاً عن أسامة بن لادن بخلاف ما قرأه في الصحف مثل أي شخص آخر». ونفت أسرة الجنرال أيضاً مزاعم عن لعبه دوراً في إقناع الطبيب الباكستاني شكيل أحمد بتنظيم حملة تطعيم «وهمية» ضد شلل الأطفال، لتكون جزءاً من خطة «سي أي آي» للحصول على عينة الحمض النووي لبن لادن أثناء وجوده في آبوت آباد في باكستان. ويعتبر منتقدو الصحافي هيرش الذي سبق أن كشف مذبحة «ماي لاي» خلال حرب فيتنام، وفضيحة سجن «أبو غريب» العراقي، انه سمح لنفسه باستخدام نظرية المؤامرة بهذا الشكل الذي لا يعدو كونه تنفيساً عن الغضب والإحباط. وتساءل هؤلاء عن نوعية التقارير التي يعدها هيرش، واعتمادها على مصدر واحد، وقالوا أنه «لا يعرف إلا القليل عن الإجراءات السرية لعملية العثور على بن لادن». ورغم ذلك، ظهرت منذ نشر مقاله ادعاءات تدعم على الأقل بعضاً من تأكيداته. بينما رفض هيرش التعليق على تصريحات عائلة الجنرال خالد.