أثار تكليف وزير الداخلية الإسرائيلي الجديد سيلفان شالوم ملف المفاوضات انتقادات داخل إسرائيل بسبب مواقفه التي تعتبر «صقرية» خصوصاً لجهة معارضته حل الدولتين، في وقت أعلن مسؤول إسرائيلي أمس أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيحتفظ بالقرار النهائي في أي مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين. وقال المسؤول لوكالة «فرانس برس»: «رئيس الوزراء مسؤول عن المفاوضات، شالوم سيجري المحادثات مع الفلسطينيين برفقة اسحق مولخو المبعوث الشخصي لرئيس الوزراء». وكان نتانياهو أعلن أول من أمس تكليف شالوم الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى منصبه كوزير للداخلية، بملف المفاوضات مع الفلسطينيين، علماً أن مولخو، وهو محام مقرب من نتانياهو، شارك في المفاوضات التي أجرتها وزيرة القضاء في حينه تسيبي ليفني مع الفلسطينيين حتى انهيارها في نيسان (أبريل) عام 2014. وكانت ليفني مسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة السابقة حتى أقالها نتانياهو مع وزير آخر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما أدى إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وانتقد النائب الوسطي من المعارضة يائير لابيد تكليف شخصين ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وقال للإذاعة العامة: «لم يكن بإمكان ليفني التحدث مع محاوريها الفلسطينيين من دون أن يسعى مولخو جاهداً إلى ضمان أن لا تصل إلى شيء». ورأت صحيفة «هآرتس» أن هذا التكليف فارغ من المضمون في ظل جمود العملية السلمية مع الفلسطينيين. وأضافت أنه على خلاف مواقف ليفني التي كانت مكلفة هذا الملف في الحكومة السابقة، والتي كانت تؤيد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، فإن تصريحات شالوم في السنوات الأخيرة، أظهرت انه يتبنى مواقف صقرية اتجاه الفلسطينيين والعملية السلمية. وأشارت إلى انه عارض قرار حكومة نتانياهو عام 2009 تجميد البناء في المستوطنات لمدة عشرة أشهر، ووصف ذلك أثناء زيارته لمستوطنة «آريئيل» ب «الخطأ الكبير»، داعياً إلى تجديد البناء في المستوطنات. وأضافت انه قال في لقاء له مع ناشطي «ليكود» عام 2012 إن جميع زعماء الحزب يعارضون إقامة دولة فلسطينية، مضيفاً: «جميعنا يعارض ذلك، والأمر ليس مطروحاً إطلاقاً». ونقلت عنه قوله في حادثة مماثلة عام 2014 خلال جولة له في ما يسمى مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، أن «يهودا والسامرة» هي الدرع الواقي لدولة إسرائيل. من جهته، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن «المكان الوحيد لهذه الحكومة التي تمارس الاستيطان وتدمر عملية السلام هو المحاكم الدولية». وأضاف أن نتانياهو «يعلن انه يريد السلام ويعين رئيساً لطاقم المفاوضات، وعلى الأرض يدمر السلام ويواصل الاستيطان». وتعليقاً على تعيين شالوم، قال عريقات: «المفاوض ليس صانع قرار، من عين شالوم هو صانع القرار... السؤال هو هل نتانياهو جاهز لصنع السلام الحقيقي ووقف الاستيطان... وهل نتانياهو مستعد لترسيم الحدود مع دولة فلسطين على أساس حدود عام 1967؟». وأضاف أن «نتانياهو اعلن انه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، ولن يسمح بأن تكون القدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين، ولن يسمح بتسليم غور الأردن». ويأتي تكليف شالوم قبل زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني المرتقبة اليوم وغداً، والتي من المفترض أن تلتقي بنتانياهو والرئيس محمود عباس.