يخطو فريق الهلال السعودي أول وأهم الخطوات صوب دور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا، عندما يحل ضيفاً على نظيره بيروزي الإيراني مساء اليوم في ذهاب دور ال16، ويتطلّع الفريق «الأزرق» إلى العودة بنتيجة إيجابية تعطيه الأفضلية في مباراة الرد في العاصمة السعودية الرياض، وإن كانت الجماهير الهلالية لم تعد تثق بفريقها في مباريات الذهاب والإياب في الاستحقاق الآسيوي، بعد أن أخفق الفريق في مناسبات عدة في مختلف مراحل المسابقة، حتى نهائي النسخة الماضية خسره الهلال على أرضه وبين جماهيره أمام سيدني الأسترالي بالتعادل السلبي، على رغم عودته من أستراليا في ذهاب النهائي بخسارة بهدف وحيد، كما تقام مباراة من الوزن الثقيل في ذات المرحلة تجمع لخويا القطري متصدر المجموعة الأولى بمواطنه السد ثاني المجموعة الثالثة. الهلال تصدر المجموعة الثالثة ب13 نقطة، حقق خلالها أربعة انتصارات في مقابل خسارة وتعادل وحيد، سجل مهاجموه تسعة أهداف واستقبلت شباكه أربعة أهداف، فيما تأهل بيروزي عبر بطاقة المركز الثاني للمجموعة الأولى التي ذهبت صدارتها لمصلحة لخويا القطري، وحصد الفريق الإيراني 12 نقطة، إثر تغلّبه في أربع مباريات، وخسارتين أمام لخويا والنصر السعودي، ومن دون أي تعادل. الهلال يسعى جاهداً إلى تعويض خروجه من مسابقتي دوري عبداللطيف جميل وكأس ولي العهد خالي الوفاض، ومصالحة جماهيره من الخسارة الأخيرة أمام المنافس التقليدي النصر. المدرب اليوناني دونيس أمام مهمة جديدة لتأكيد أنه رجل المرحلة بعد أن تناوب عدد من المدربين على الإخفاق في المحفل الآسيوي، ولن تكون مهمته سهلة أمام فريق بحجم بيروزي المتحصن بالأرض والجمهور، والمدرب اليوناني مطالب بالتخلي عن أسلوبه الفني الذي أصر عليه أخيراً بالاعتماد على ثلاثة مدافعين، خصوصاً وأن قدرات محمد جحفلي لا تساعده في القيام بالأدوار المناطة به على أكمل وجه، ما يتسبب في حرج كبير لزميليه الكوري الجنوبي كواك تاي هي، والبرازيلي ديغاو، ووجود ياسر الشهراني وعبدالله الزوري كظهيرين تقليديين سيزيد من صلابة الدفاع الهلالي ويقلص المساحات في الخطوط الخلفية، ما يُعطل حركة لاعبي أصحاب الدار قرب مناطق الخطر. غياب المهاجم ناصر الشمراني نظير إيقافه يجعل المدرب اليوناني دونيس أمام خيار الزج بنواف العابد مهاجماً، مع تحرك البرازيلي نيفيز وسالم الدوسري وسلمان الفرج خلف العابد في حال ارتداد الهجمة صوب مرمى الضيوف، كما أن فيصل درويش سيكون له دور بالغ الأهمية في حال الهجمة الزرقاء، مع بقاء سعود كريري مسانداً للخطوط الدفاعية، وعلى رغم وجود أسماء أكثر جيدة في المراكز الزرقاء كافة، إلا أن النتائج لا تزال دون الطموحات. كما أن دور دكة الاحتياط غير مؤثر في نتائج الفريق، فاللاعب محمد الشلهوب ويوسف السالم وخالد الكعبي وحمد الحمد لا يملكون القدرات الكافية لتغيير الشكل الفني للمباراة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. وعلى الضفة الأخرى، يحاول مدرب بيروزي الكرواتي برانكو الاستفادة المثلى من أفضلية الأرض والجمهور والخروج بنتيجة إيجابية تجعل من مباراة الإياب تحصيل حاصل، ودائماً ما تكون استفادة الأندية الإيرانية من الأرض والجمهور أكثر من غيرها في القارة «الصفراء»، في ظل الفوضى العارمة للمدرجات الإيرانية من خلال استفزاز الأندية الخليجية على وجه الخصوص برفع الشعارات السياسية والدينية، إلا أن نتائج الأندية السعودية والهلال خاصة أكثر من جيدة في ملاعب إيران. ويظل بيروزي من خيرة الأندية الإيرانية وأكثرها شهرها على مستوى القارة، ويضم عدداً من العناصر ذات الصفة الدولية، وآخر مبارياته في الدوري الإيراني كسبها على حساب استقلال طهران بهدف من دون رد، ويظل أبرز العناصر الغائبة المدافع محمد رضا زاده، الذي عاقبه الاتحاد الإيراني بالإيقاف مدة تسعة أشهر نظير اعتدائه على أحد المشجعين الإيرانيين بعد الخسارة الأليمة أمام لخويا القطري في مباراة الذهاب من منافسات المجموعة الأولى، التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة بثلاثة أهداف من دون رد.