اشتبكت وحدات أمنية وعسكرية يمنية مشتركة متخصصة في مكافحة الإرهاب بعد ظهر أمس مع عدد من عناصر تنظيم «القاعدة» في منطقة الحديدة (غرب البلاد) وتمكنت من جرح عدد منهم واعتقال أحدهم، بالاضافة الى القبض على مشتبه بهم آخرين. واوضحت مصادر أمنية ل «الحياة» ان عددا من عناصر «القاعدة» كانوا يعقدون اجتماعا في احد المنازل في قرية دير جابر بمديرية باجل التابعة لمحافظة الحديدة، وغادروه قبل دقائق من اقتحامه، واتجهوا نحو إحدى القرى شرقاً حيث لاحقتهم القوة المشتركة واشتبكت معهم موقعة اصابات في صفوفهم وتمكنت من اعتقال احد الجرحى، كما اعتقلت عددا من الاشخاص المشتبه بعلاقتهم بالتنظيم للتحقيق معهم. واشارت المصادر الى ان القوى الامنية لا تزال تلاحق الفارين في المنطقة. ويأتي هذا الاشتباك بعد تصعيد الاجهزة اليمنية حملتها على التنظيم الارهابي وشنها سلسلة غارات ناجحة على عدد من مواقعه في ابين وشبوة وصنعاء، ادت الى سقوط اكثر من خمسين قتيلا في صفوفه واعتقال 28 آخرين. واكدت المصادر ان أجهزة الأمن والدوائر (الاستخباراتية) اليمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب تعمل لتوجيه ضربات جديدة الى التنظيم الارهابي، استباقاً لعمليات يخطط لها داخل اليمن وخارجه، وخصوصا بعد تهديداته بالانتقام لقتلاه. وأشارت إلى تنسيق يمني أميركي غير مسبوق في مواجهة «القاعدة» رداً على إعلان التنظيم مسؤوليته عن محاولة تفجير طائرة أميركية الجمعة الماضية بواسطة شاب نيجيري زوده التنظيم مواد متفجرة ودربه في اليمن الذي دخلها في آب (أغسطس) الماضي بتأشيرة عادية لغرض دراسة اللغة العربية في أحد المعاهد المتخصصة. وكان وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي دعا الأسرة الدولية الى مساعدة اليمن في جهوده لمكافحة الإرهاب وتدريب عناصر الأمن والقوات الخاصة على أساليب مكافحة الارهاب في ضوء رغبة صنعاء في تحسين التعاون الأمني وتبادل المعلومات مع واشنطن والدول الغربية، وبما يسمح للدول الإفريقية المجاورة بمتابعة تحركات الإرهابيين انطلاقاً من أراضيها. وقدر القربي في تصريح اول من امس عدد عناصر «القاعدة» في اليمن بحوالى 300 عنصر. وقالت مصادر يمنية مطلعة ل «الحياة» ان أجهزة الأمن تبذل جهوداً استخباراتية كبيرة في مناطق نائية يعتقد ان الارهابيين لجأوا اليها بعد قصف مواقعهم، وتشمل محافظات أبين وشبوة ومأرب وحضرموت والبيضاء والجوف وصعدة وصنعاء، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الحدود والمنافذ الحدودية البحرية والبرية، وتعزيز الحمايات للسفارات والمصالح الاجنبية. وكانت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الاميركية ذكرت امس ان واشنطن وصنعاء يبحثان عن اهداف جديدة في اليمن لشن غارات جوية ردا على محاولة التفجير الفاشلة لطائرة اميركية. ونقلت عن مسؤولين اثنين قولهما ان الهدف من ذلك «الاستعداد في حال اصدر الرئيس (الاميركي باراك) اوباما أمراً بشن غارات انتقامية. وتكمن المسألة في تحديد الاهداف التي يمكن ربطها مباشرة بالعملية الفاشلة والتخطيط لها». وقال احد المصدرين ان «القوات الخاصة الاميركية واجهزة الاستخبارات ونظراءهم اليمنيين منكبين على تحديد اهداف محتملة تابعة للقاعدة في اليمن». فشل الاستخبارات الغربية وكانت محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية التي كانت متجهة من أمستردام الى ديترويت الأسبوع الماضي، سلطت الضوء على فشل أجهزة الاستخبارات الغربية وخصوصاً الأميركية، في تبادل المعلومات والتنسيق، في مقابل قدرة تنظيم «القاعدة» على الاحتفاظ بالتكامل بين فروعه. ترافق ذلك مع تأكيد السلطات الهولندية ان التحضير للهجوم على الطائرة الأميركية جرى بأسلوب «احترافي»، وإن كان تنفيذه بمستوى «هواة»، في إشارة الى الإرهابي النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي ضبط وهو يحاول إشعال مواد متفجرة على متن الطائرة التي استقلها في مطار امستردام. وتزامن الامر مع الكشف عن مؤامرة مماثلة نفذها صومالي حاول حمل متفجرات مشابهة الى طائرة ركاب في مطار مقديشو الشهر الماضي، قبل ان توقفه القوات الأفريقية هناك. ويشير ذلك الى الترابط الوثيق بين «القاعدة» في اليمن حيث اعترف النيجيري بتلقي تدريبات، وبين فرع التنظيم في الصومال. واعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن محاولة تفجير الطائرة الأسبوع الماضي، مدعاة ل «قلق جدي»، مشيراً الى ان الحادث أكد وجود «تقصير» أمني واستخباراتي، بعد مرور اكثر من ثماني سنوات على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وتعهد أوباما بذل كل ما في إمكانه لدعم العاملين في الاستخبارات والشرطة والأمن القومي في أميركا، وتزويدهم الموارد التي يحتاجونها حفاظاً على أمن الولاياتالمتحدة. واستطرد: «لكن واجبي أيضاً أن أتأكد من فاعلية عمل أفراد هذه الأجهزة وخضوعهم للمحاسبة»، طالباً تفسيرات للفشل «المرفوض» الذي سمح بمحاولة تفجير الطائرة. ونقلت وكالة أنباء «اسوشيتد برس» عن الناطق باسم الشرطة في مقديشو العقيد عبدالله حسن باريس أمس، أن صومالياً حاول الصعود الى طائرة ركاب في مطار العاصمة الشهر الماضي، حاملاً معه مساحيق كيماوية وسائلاً ومحقنة، وهي مكونات تتيح له تفجير الطائرة. وتماثل ملابسات هذه الرواية فصول مؤامرة تفجير الطائرة الأميركية المتجهة الى ديترويت. واعتقلت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، الصومالي الذي لم تكشف هويته. وقال العقيد باريس إن المشبوه اعتقل قبيل إقلاع الرحلة التابعة لخطوط «دالو» الجوية الى مدينة هرغيسا شمال الصومال، ومنها إلى جيبوتي ثم دبي. وأكد الناطق باسم الشرطة أن المشبوه معتقل في الصومال، وقال: «لا نعرف إذا كان مرتبطاً بالقاعدة أو بمنظمة أخرى أجنبية، لكن تصرفاته كانت توحي بأنه إرهابي، واعتقلناه متلبساً». الى ذلك، أعلنت وزيرة الداخلية الهولندية جوسي تير هورست أمس، ان مطار سخيبهول في امستردام، سيبدأ خلال ثلاثة أسابيع في استخدام أجهزة مسح للجسم بكامله لركاب الرحلات الجوية المتجهة الى الولاياتالمتحدة، وذلك بعد التشاور مع السلطات الأميركية. وقالت تير هورست إن موافقة الاتحاد الأوروبي على استخدام هذه الأجهزة غير ضرورية بالنسبة للرحلات المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة، لكن استخدامها لكل الرحلات، يتطلب موافقة الاتحاد. ولا يوجد ما يدل على أن دولاً أخرى ستحذو حذو هولندا. وقال ناطقون باسم سلطات المطار في باريس وزيوريخ إن لا خطط لديها لاستخدام أجهزة. وفي وقت أبقت المطارات الأميركية مستوى استنفارها المرتفع تحسباً لهجمات إرهابية، اتخذت السلطات في نيويورك إجراءات أمنية استثنائية استعداداً لاحتفالات رأس السنة في ساحة «تايمز سكوير». ومن هذه الإجراءات حظر الحقائب المحمولة على الظهر وتثبيت كاميرات مراقبة، ونشر فرق لرصد مواد مشعة أو بيولوجية. وقالت محطة «سي ان بي سي» أمس انه تم اخلاء مبنى ناسداك في ساحة تايمز بوسط نيويورك للإشتباه بوجود عبوة في شاحنة متوقفة قربه.