منذ مطلع الشهر، لاحت ملامح الأعياد في مدينة الكاهون، التي تقع في ولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي للولايات المتحدة... والكاهون، البعيدة جداً من العراق، استقطبت لاجئين عراقيين كثراً، ما جعلها «تتّسم» بملامح عراقية: المحال وصالونات الحلاقة والمطاعم وعيادات الأطباء ولافتاتها المكتوبة بالعربية. وبطبيعة التقاليد، ظهرت الأشجار المضيئة أمام البيوت المشعّة بالأنوار. وانتشرت رائحة حلوى العيد الشهيرة «الكليجة» (أو الكلدة) من مساكن العراقيين. فرحة العيد لدى اللاجئين ينقصها الشمل العائلي، و «ينغّصها» حنين الى بغداد. يقول جميل الذي قدم مع عائلته قبل عامين: «ننتظر هذه المناسبة بفارغ الصبر لنشعر بالفرح مع الأهل، على إيقاع ذكريات المناسبة في بلدنا الأم»، مشدداً على أن العراق «يبقى بلدنا ونبقى هنا غرباء». وشكل مسيحيو العراق 3 في المئة من سكان بلدهم قبل 2003، لكن ضرب الكنائس واستهداف المتاجر وتعرض رجال دين وأفراد للقتل والخطف تسببت في هجرة آلاف الأسر المسيحية الى سورية والأردن وتركيا، كما الى أميركا وأستراليا ودول أوروبا. ويلفت عيسى إلى أن عاداتهم الشرقية في هذه المناسبات لم تتغير، كصلاة العيد والغداء العائلي والهدايا، «إلا أن الفرق هنا يكمن بوجود الأمان وحرية الممارسة والتنقل، وهما من الأمور التي يفتقدها أهلنا في العراق، مثلما نفتقد بيوتنا وأصدقاءنا هناك». وتقول لينا ماجد، الطالبة الجامعية، إنها حضرت الاحتفال في قاعة الكنيسة، حيث يتجمع العراقيون ليمارسوا الشعائر، وتشير إلى اختلاف احتفالات أفراد الجالية عن احتفالات الغربيين، «فهم لا يرون في العيد إلّا تزيين الدار وسانتا كلوز». وتستغل والدتها ندى المناسبة للاتصال بأخواتها في الشتات، «واحدة في السويد والأخرى في المانيا والثالثة في أربيل». وثمة من سيعول على نتائج الانتخابات لعلّه يعود ويقضي العيد في العراق، مكرراً ما يردده أقرانه: «الحياة صعبة هنا وأصعب في العراق، لكننا نعيش على أمل العودة». أما أمنيات الصغار فيعبّر عنها زيد (10 سنوات): «كل ما أريده هو رؤية سانتا وهديته، مع أن ماما أخبرتني أنه لن يأتي هذا العام، بسبب الاقتصاد السيئ. لكني أذكر أنه كان يأتي في العراق».