قال مدير عمليات «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) في قطاع غزة روبرت تيرنر أن حال الإحباط والغضب لدى الفلسطينيين في القطاع تتزايد بسبب بطء عملية إعادة الإعمار وعدم حدوث اختراق في عملية السلام. وأبدى تيرنر عدم التفاؤل إزاء تغير الأوضاع إيجاباً خلال الفترة المقبلة، إلا إذا غير اللاعبون الدوليون الأوضاع، مرجحاً ألّا تتم عملية إعادة إعمار القطاع في المدى القريب نظراً إلى عدم وجود مصادر مالية كافية. وأشار تيرنر في لقاء صحافي في مكتبه في المقر الرئيس ل «أونروا» في مدينة غزة أمس، إلى أنه بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على وقف النار في 26 آب (أغسطس) الماضي «لم تتم إعادة بناء ولو مسكن واحد مدمر كلياً» في القطاع. وكشف أن «أونروا» تلقت تمويلاً يكفي فقط لإعادة بناء 200 من أصل أكثر من تسعة آلاف من منازل لاجئين فلسطينيين. ولفت إلى أن 60 ألف أسرة لاجئة تمكنت من إصلاح منازلها المتضررة من خلال مساعدات مالية تلقتها من «أونروا». ورأى أنه «بغض النظر عما يشوب تفكير الجهات المانحة تجاه الوضع في غزة، لا يجب أن يعاقب أهل غزة على ذلك لأننا نتحدث عن عمل إنساني، لذلك لا يجب أن يعاني أهل غزة من صراع ولعبة سياسية». وأضاف: «أرى أن الصراع لا يجب أن يؤثر كثيراً في الجهات المانحة، لكن يمكننا الحديث عن أثر الوضع السياسي القائم على صعيد المصالحة الفلسطينية الداخلية، خصوصاً في ظل فجوة سياسية في الحكومة في غزة». وعن الفقر الذي يضرب أطنابه في صفوف «الغزيين» وترتفع معدلاته يوماً بعد يوم، كشف تيرنر أن «أونروا» ستشرع قبل نهاية الشهر الجاري في تقويم حال الفقر لدى 20 ألف عائلة لاجئة جديدة (نحو 120 ألف فرد) تقدمت أخيراً بطلبات تلقي مساعدات غذائية، ولم تكن مدرجة لديها في السابق. يذكر أن «أونروا» تقدم مساعدات غذائية لنحو 900 ألف «غزي»، أي ما يعادل نصف عدد سكان القطاع ممن يعيش تحت خط الفقر.