نجح مواطنون في أحد مراكز إيواء المتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة المقام في مدرسة تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» أمس، في منع أحد المشردين من حرق نفسه احتجاجاً على أوضاعه المعيشية السيئة وتأخر عملية إعادة إعمار منزله. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن المواطن البالغ من العمر 50 سنة من حي الزّنة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع اعتلى سطح مبنى مركز الإيواء (المدرسة) وسكب على نفسه بنزيناً في محاولة لحرق نفسه. وأضافت أن المواطن لجأ وأسرته إلى مركز الإيواء إبان العدوان الذي بدأ في الثامن من تموز (يوليو) ودام 50 يوماً، بعد أن أصيب منزله بأضرار جراء القصف الإسرائيلي. وأوضحت أنه لم يتم حتى الآن إصلاح الأضرار في منزل المواطن المشرد وأسرته منذ أكثر من خمسة أشهر. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه رفض المبلغ المخصص من قبل «اونروا» لإعادة تأهيل منزله وإصلاحه، ما اضطره إلى محاولة حرق نفسه. ولفتت المصادر إلى أن المتضررين في المركز نجحوا بإنقاذه ونقله إلى مستشفى ناصر في المدينة. ولا يزال حوالى ألف مشرد يعيشون في 13 مركز إيواء في مدارس تابعة ل «اونروا» في القطاع. وتشعل محاولة المواطن الغزي حرق نفسه ضوءاً أحمر أمام الحكومة والسلطة الفلسطينية و»اونروا» والمجتمع الدولي، إذ لا يزال أكثر من 130 ألف وحدة سكنية مدمرة كلياً وجزئياً بلا إصلاح. وعلى رغم أن الدول والجهات المانحة تعهدت خلال مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 بتقديم نحو 4.2 بليون دولار، نصفها مخصص لإعادة إعمار المنازل في القطاع، ونصفها الثاني لدعم موازنة السلطة الفلسطينية، إلا أن جزءاً يسيراً من هذه الأموال تم تحويله بالفعل. وطالبت «اونروا» خلال المؤتمر تخصيص 1.6 بليون دولار، من بينها 724 مليوناً لإعادة إعمار نحو 100 ألف وحدة سكنية مدمرة تعود للاجئين فلسطينيين. وقال المستشار الإعلامي ل «اونروا» عدنان أبو حسنة ل «الحياة» إن «اونروا» وزّعت خلال الشهور الخمسة الماضية 80 مليون دولار على 60 ألف أسرة لاجئة لإصلاح أضرار بسيطة في منازلها أو إيجار منازل بدلاً لمنازلها المدمرة والمتضررة. وأضاف أبو حسنة أنه لا توجد الآن أي أموال في خزانة «اونروا». وأشار أبو حسنة إلى أن «اونروا» أطلقت مطلع العام الحالي نداء استغاثة جديداً إلى الدول والجهات المانحة لتقديم حوالى 400 مليون دولار، خلافاً لأموال إعادة الإعمار، لدعم موازنة الطوارئ في المنظمة الدولية من دون جدوى. وتعاني «اونروا» والحكومة الفلسطينية من أزمة حادة في موازنتيهما تعجزانهما عن الوفاء بالتزاماتهما للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقدمت «اونروا» خلال العام المنصرم مساعدات غذائية لحوالى 865 ألف لاجئ في القطاع غزة، يعانون من الفقر المطلق، من بينهم أكثر من 100 ألف يعيشون تحت خط الفقر المدقع.