شهدت مزارع تربية المواشي في المنطقة الشرقية عمليات إعدام جماعي لأبقار مصابة بمرض جلدي، نفذت تحت إشراف وزارة الزراعة. فيما قرر مستهلكون الامتناع عن أكل اللحوم، وبخاصة البقرية، التي تحظى بشعبية واسعة في الشرقية، بخلاف بعض المناطق الأخرى، التي يفضل سكانها لحوم الأغنام أو الجمال على الأبقار. فيما فندت وزارة الزراعة والبلديات ومربو الأبقار هذه المخاوف، مؤكدين أن ما يصل إلى الأسواق «يخضع لرقابة صحية دقيقة جداً». وأعلنت وزارة الزراعة طوال الشهر الماضي، مستوى التأهب، لمواجهة مرض «التهاب الجلد العقدي» الذي يصيب الأبقار، وفرضت إجراءات «وقائية»، تصاعدت وصولاً إلى إعدام عدد كبير من الأبقار المصابة بالمرض بعد فحصها، وتكليف كادر مختص لتقييمها مادياً، للبت في تعويض أصحابها، بنسبة 80 في المئة من قيمتها. لكن هذا الخيار لم يكن مثل بقية الخيارات السابقة، التي لجأت إليها الوزارة في الأعوام الماضية، المتمثلة في حقن وتطعيم الأبقار المصابة، وكذلك عزل غير المصابة، وتثمينها مادياً، تمهيداً للاستفادة من لحومها لدى الجمعيات الخيرية. بيد أن عمليات الإعدام المتواصلة منذ نحو أسبوع، أدت إلى حال من التخوّف لدى الأهالي، وامتناع بعضهم عن شراء لحوم الأبقار من الملاحم، وبخاصة في محافظة القطيف. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها «تويتر» و»واتساب» صوراً لعدد من الأبقار قبل وأثناء عملية إعدامها، وتظهر على جلدها الإصابة بمرضٍ ما. وترافقت الصور مع تحذيرات من أكل لحوم الأبقار أو شرائها من الملاحم. وعزا أصحاب الرسائل ذلك إلى وجود «أمراض قد تفتك بحياة الناس، أو تتسبب في انتقال الفايروسات إليهم، جراء أكل لحومها من دون التأكد من سلامتها». وأكد عابس حبيل، وهو أحد أصحاب حظائر الماشية والأبقار في جزيرة تاروت، وجود إصابات بمرض «التهاب الجلد العقدي» بين الأبقار، ما دفع وزارة الزراعة إلى تنفيذ عمليات الإعدام منذ نحو أسبوع، وكذلك العمل على تعويض أصحاب الأبقار المعدمة بمبالغ مالية. وذكر أن هذه الحظائر تعود إلى أشخاص كملكيّة شخصيّة، وبعضها تعود ملكيتها إلى ملاحم، وجزء أخير منها تعود إلى مربّي أبقار. ولم يحدد حبيل عدد رؤوس الأبقار المعدمة، أو الحظائر المستهدفة، لحمايتها من مرض «التهاب الجلد العقدي». إلا أنه أوضح أن الوزارة قامت بإيقاف عمليات الإعدام حالياً، «لرغبتها في عزل الأبقار غير المصابة، للاستفادة من لحومها من طريق الجمعيات الخيرية، وأيضاً إرسال لجنة مختصة لتقييم رؤوس الأبقار المعدمة، لتعويض أصحابها، بنسبة 80 في المئة من قيمة الرأس الأصلية». ولفت إلى أن غالبية الإصابات تركّزت في محافظة القطيف، وتحديداً في جزيرة تاروت. وذكر أن القيمة الفعلية للبقرة الواحدة لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال، وترتفع إلى 10 آلاف، مؤكداً أن التعويض «بادرة جميلة من الجهات المعنية، كي لا يتكبد صاحب الأبقار المعدمة خسائر مالية جسيمة». وأشار إلى أن التعامل مع هذا المرض بهذه الطريقة «للمرة الأولى، أما في السابق فكان يتم معالجته بحقن أو إبر مضادة». بدوره، قال مدير إدارة المحاجر في وزارة الزراعة في المنطقة الشرقية المهندس خليل إبراهيم الجاسم في تصريح إلى «الحياة»: «إن أي مشاريع للثروة الحيوانية (الحظائر، والمحاجر) تخضع لرقابة مستمرة، وعمليات تفتيش صحيّة وقائية». وطلبت وزارة الزراعة أخيراً من مديرياتها في المناطق، اتخاذ تدابير وإجراءات وقائية لمكافحة مرض «التهاب الجلد العقدي»، الذي يصيب الأبقار. وذلك في أعقاب ظهور إصابة في إحدى دول الخليج العربي. وفحصت الحملة 37 ألف بقرة، وتحصين 36.607 رؤوس. فيما بلغ عدد الأبقار المُشتبه بها 502 رأس، وتم التخلص من 237 بقرة بعد التأكد من إصابتها بأمراض أخرى غير «التهاب الجلد العقدي». فيما أكدت أمانة المنطقة الشرقية أن المسالخ التي تتولى عمليات الذبح يعمل فيها أطباء بيطريون، يتولون فحص المواشي (الأبقار والجمال والأغنام) قبل ذبحها وبعده أيضاً، ولا يمكن أن يفسحوا ذبيحة قبل التأكد من خلوها من الأمراض. كما أنه في حال تبين إصابتها بعد الذبح، فإنه يتم إعدامها كلياً أو جزئياً، بحسب حجم انتشار الإصابة ونوعها.