لم يكن عزوف أكثر من 97 في المئة من أولياء الأمور عن تطعيم أبنائهم ضد «أنفلونزا الخنازير»، هو فقط علامة تجاوز مرحلة الخوف من الفيروس، بل عادت معقمات الأيدي إلى الأرفف في الصيدليات في المنطقة الشرقية، وتكدست فيها المعقمات بأنواعها، بعد أن كان من الصعب الحصول عليها، بسبب الإقبال غير المسبوق على المعقمات ومطهرات الأيدي بأنواعها المختلفة، من الأهالي والمدارس والمؤسسات في المنطقة، ما أدى إلى اختفائها، كأحد الإجراءات التي تساعد على تجنب الإصابة بفيروس «أنفلونزا الخنازير». إلا أن الخوف بدأ في الاضمحلال، كما أشار الكثيرون ممن كانوا يستخدمونه في شكل مستمر. ويشير عبد الرحمن الرشيد، إلى أن الإعلام كان سبباً رئيساً في إثارة الخوف لدى الناس، موضحاً أنه «لم يكن توعوي، بقدر ما كان مثيراً للمخاوف، والتي جعلت الكثيرون يلجؤون إلى البحث عن كل ما يمنع الفيروس، بعد أن شعروا بخطورته، فضلاً عن الإعلانات المتتالية في الصحف ووسائل الإعلام، عن حالات وفيات خلال الفترات الماضية». ويؤكد الصيدلي محمد شامي، أن الإقبال السابق «قل بنسبة كبيرة». ويضيف «الناس تجاوزوا مرحلة الخوف، وأصبحوا أكثر وعياً من السابق. كما أن هناك من أشاروا إلى أنهم لا ينظرون إلى المعقم كما في السابق، على أنه المنقذ لهم من الفيروس». ويعزو الصيدلي محمد عبد الرب، العزوف عن استخدام المعقمات إلى أنه «بعد أن تبين لهم إمكانية الاستغناء عنها بعد انقطاعها من الأسواق لفترات». كما أن أسعارها المبالغ فيها سبب آخر في عدم الإقبال عليها». وأشار إلى أن أسعارها «انخفضت عن السابق، بعد تعدد الشركات المنتجة لها». وكانت الصيدليات في المنطقة الشرقية عاشت أيامها «الذهبية»، بسبب الإقبال منقطع النظير على المعقمات. حتى إنها أزاحت الأدوية والمستحضرات الطبية، التي كانت تضعها على الأرفف الأمامية، وأحلت بديلاً عنها المطهرات ومعقمات الأيدي. فيما سارع عدد من الصيدليات إلى طرح معقمات بأشكال وألوان مختلفة، منها ما هو مُعطر، والمخصص للنساء، إلى جانب الأنواع الجديدة من المطهرات الخاصة بالأطفال، التي تحمل عبواتها أشكال شخصيات كرتونية. وشهدت صيدليات في الدمام والخبر والظهران، ارتفاعاً في نسب المبيعات، وصلت إلى سبعة أضعاف، مقارنة بما قبل ظهور الفيروس، بحسب العاملين في تلك الصيدليات.