أعلن وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي أن وزارته مستعدة لتأمين الحدود الغربية مع الجزائر والتصدي للهجمات الإرهابية، في حين سيقوم رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد السبت والأحد المقبلين، بأول زيارة خارجية له منذ تعيينه، ستقوده إلى الجزائر، لبحث التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين. وعبّر الغرسلي أثناء زيارته المعابر الحدودية الغربية أمس، عن استعداد بلاده لاستقبال السياح القادمين من الجزائر «بخاصة بعد تأمين كل المعابر الحدودية والمراكز الأمنية المتقدمة» في محافظة جندوبة شمال غربي البلاد. وشدد على أن وحدات الجيش والدرك في المنطقة تنفذ مداهمات لأوكار مسلحين وعمليات تمشيط واسعة النطاق بخاصة على المرتفعات، لإلقاء القبض على عناصر مسلحة أو عناصر مرتبطة بها. وجاءت تصريحات الغرسلي غداة إعلان وزارة الداخلية القبض على 8 عناصر إرهابية في محافظة القصرين. على صعيد آخر، انتشرت منذ أول من أمس، وحدات الجيش في بلدة «الفوار» في محافظة قبلي جنوبتونس لتأمين المقرات والمنشآت العامة بعد أن انسحبت قوات الأمن بالكامل تحت ضغط احتجاجات يقودها الأهالي مطالبين بالتنمية وإيجاد فرص عمل. وشهدت محافظة قبلي احتجاجات عنيفة منذ تحدثت وسائل إعلام عن اكتشاف بئر نفط فيها. وأفادت وزارة الداخلية في بيان بأن «6 من الدرك والشرطة أصيبوا مساء الجمعة وصباح السبت، كما اقتحمت مجموعة من المحتجين مركز الحرس الوطني وأحرقته». ويتوقع مراقبون تأزم الأوضاع الاجتماعية بخاصة في المحافظات الأكثر فقراً (الجنوبوالمحافظات الغربية خاصة). إلى ذلك، يزور رئيس الحكومة التونسيةالجزائر السبت والأحد المقبلين، لبحث قضايا التعاون الأمني والاقتصادي، في ضوء الأوضاع التي تمر بها تونس وبقية دول منطقة الساحل والمغرب العربي. وذكرت مصادر ديبلوماسية جزائرية أن الصيد سيطّلع على مدى تقدم إنجاز المشاريع الاستثمارية المشتركة بين البلدين، فيما أشارت مصادر أخرى إلى تركيز الزيارة على تعزيز التعاون بين البلدين بخاصة في المجال الأمني ومعالجة المسألة الليبية، خصوصاً أن البلدين احتضنا جوانب من مسارات الحوار الذي تقوده بعثة الأممالمتحدة. وسيعرض الصيد رؤية شاملة لتحقيق نهضة اقتصادية تساهم في تجفيف منابع الإرهاب عن طريق تعزيز التعاون في المناطق الحدودية عبر فتح مجال التبادل التجاري والتعاون بين مسؤولي الولايات الحدودية. وكانت تونسوالجزائر اتفقتا عقب الاعتداء الذي راح ضحيته 15 جندياً تونسياً في جبل الشعانبي الحدودي مع الجزائر في تموز (يوليو) 2014 على تكثيف التعاون الأمني بينهما في مجال مكافحة الإرهاب وتدريب رجال الشرطة التونسيين. واتفق البلدان على العمل بنظام الوحدات العسكرية المشتركة في المنطقة الفاصلة بين تبسة الجزائرية والقصرين التونسية. من جهتها، تريد الجزائر طرح الملفات المستجدة في المجال الأمني ومعالجة المسألة الليبية في سياق جهود دول الجوار لحل الأزمة وتقريب وجهات النظر بين الليبيين.