اثارت المواقف التي اطلقها الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله تجاه المعارضين لسلاحه، انتقادات من حزبي «الكتائب اللبنانية» و «القوات اللبنانية» وشخصيات أخرى. ورأى عضو كتلة «الكتائب» ايلي ماروني أن نصرالله «بات يوجه نصائح وكأنه مرشد للمسيحيين»، متمنياً «أن يكون هناك حوار من دون أن يكون تحت تأثير سلاحه وعرض العضلات». وقال ماروني لإذاعة «الشرق»: «نشكره على دعوته ونعلم كيف نتحاور حينما يحين الوقت». وسأل: « مع من يريدنا ان نتحاور مع المسيحيين الآخرين او بين بعضنا بعضاً، وألا نكون لبنانيين الا اذا انتمينا الى المحور السوري - الإيراني؟». وعن انفجار حارة حريك، حمّل ماروني المسؤولية الى «السلاح الموجود بين أيدي غير الشرعيين الذين يقومون بتصفية حساباتهم»، مشدداً على ضرورة «ان تصبح الدولة دولة بمؤسساتها، وذلك يكون حينما يقوم الجيش بحماية الوطن». ورأى ماروني «ان لبنان يدفع ثمن الغير دائماً»، محذراً من «بقائنا ساحة لتصفية الحسابات بهدف توريط لبنان وتدميره». وأوضح عضو الكتلة نفسها النائب سامر سعادة أن طعن «الكتائب» بالبند السادس في البيان الوزاري المتعلق بسلاح المقاومة «أتى على أساس بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية ونزع السلاح من خارج الشرعية». وقال: «تحفظنا عن البند كي لا نعطيه صفة القانون». وكشف عن ان الحزب عرض «الطعن على القوات اللبنانية ولم يوقعوا عليه». وقال: «الخطوات التي نقوم بها هي ضمن التوجهات التاريخية والقاعدة الشعبية ونحن مرتاحون». ولفت الى أن «على حزب الله أن يعرض علينا أسباب بقاء سلاحه ومخاوفه على طاولة الحوار وعلينا أيضاً وضع خطة لتسليح الجيش اللبناني وتأهيله». وقال: «نحن نعترض على السلاح اللبناني فكيف بنا بالسلاح غير اللبناني». وعلق عضو كتلة «القوات» النيابية انطوان زهرا على ما وصفه ب «إدمان نصر الله في الفترة الأخيرة على خطابات النصر وكلمات التوجيه والإرشاد وتصنيف نفسه المرجع الأول الذي يمتلك كل الحقيقة ويعرض الخيارات على اللبنانيين». وقال لإذاعة «صوت لبنان»:»ان السيد حسن وجه مضبطة اتهام الى المسيحيين ودورهم وتاريخهم، وهي مرفوضة ومردودة، وبدا وكأنه يخيّر اللبنانيين (والمسيحيين في لبنان) بين خيارهم المحسوم والمعروف وهو خيار الدولة ووطن الشراكة والتنوع والمناصفة، وبين خياره الذي نرى نماذج منه، ورأينا نموذجين في اليوم نفسه الخيار الأول من خلال ارتباطه بنظرية شمولية ودولة إسلامية مرجعها موجود في إيران، والقمع الذي يحصل فيها للرأي الآخر، ونموذج مصغر يواجه الدولة ويمنع عليها معرفة ماذا جرى في حارة حريك امس؟ حادث الانفجار الذي نستنكره جميعاً ولا نوافق عليه». وشدد زهرا «على ان المسيحيين خيارهم محسوم، ولم يكن يوماً إلا الخيار التاريخي لمسيحيي لبنان في وطن التنوع والشراكة والانفتاح والديموقراطية والذي هو معاكس تماماً للخيارات التي تحاول قوة السيد حسن فرضها على الآخرين». واعتبر عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي أحمد فتفت أن «مشكلة سلاح «حزب الله» بدأت في 7 آيار عندما صُوب هذا السلاح الى الداخل»، مؤكداً أنه «ليس صحيحاً أن أكثرية الشعب تناصر هذا السلاح»، مشيراً الى أن «هذا السلاح مطروح على طاولة الحوار وسيناقش مناقشة جدية». وتوقف عضو كتلة «نواب زحلة» جوزيف المعلوف عند خطاب نصرالله، «الذي كان فيه نوع من التوجيه للمسيحيين»، وعلق قائلاً: «والمسيحيون لم يخلقوا اليوم في لبنان، وهناك دور تاريخي لهم». وأكد أن «علينا العودة الى طاولة الحوار لبت الاستراتيجية الدفاعية والتطلع الى الأمام، ولنقول إننا نرفض رفضاً قاطعاً أن نعود الى السلاح في الداخل، والعودة الى الحروب الداخلية والخارجية، التي تمنع إعادة بناء المؤسسات الدستورية». ورد عضو كتلة «المستقبل» النيابية زياد القادري في حديث خاص الى موقع «الكتائب» الإلكتروني على نصر الله، قائلاً: «ان ميزة لبنان الأساسية هي بوجود المسيحيين فيه وهم ليسوا في حاجة الى دروس من احد». وقال: «ان المسيحيين منفتحون على الجميع وليسوا داخلين في خصومات وعداوات مع احد وهم رافعة اساسية لمشروع الدولة في لبنان التي تحمي الجميع مسلمين ومسيحيين». ورأى ان «التخوين في كلام نصرالله غير واقعي وغير دقيق»، معتبراً ان مصلحة جميع اللبنانيين هي في قيام الدولة وبسط سلطتها على كل أراضيها. وأشار الى «ان المسيحيين في لبنان لا يتكلمون عن مصلحة شخصية او ظرفية وإنما يرفعون شعار لبنان اولاً ويطالبون بمشروع الدولة الواحدة». واعتبر ان «منع حزب الله السلطات القضائية والأمنية الشرعية من التحقيق في انفجار حارة حريك يتناقض مع مطالبة السيد نصرالله بالدولة القوية القادرة». وقال المستشار السياسي للرئيس أمين الجميل سجعان قزي: «إن اعلان حزب الكتائب عزمه التقدم بالطعن الى المجلس الدستوري لم يهدف الى زعزعة الوضع الحكومي كما حاول بعضهم تصويره، بل جاء تعبيرًا عن موقف واضح وصريح التزمت به قوى 14 آذار أمام جمهورها الذي منحها ثقته في الانتخابات النيابية الماضية على أساسه». ولفت أن «عدم حصول حزب الكتائب على العدد المطلوب للتقدم بطعنه وضع كل من أعلن تحفظه واعتراضه عن المقاومة وسلاحها أمام مسؤوليته». رعد ونقولا وفارس في المقابل، سأل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد: «اي حقوق وأي مقاومة سياسية مع الإسرائيلي، هذا الإسرائيلي لا تنفع معه الا لغة القوة، نحن اللبنانيين الذين جربنا مع الإسرائيلي فلم نجد انفع من لغة القوة من اجل حفظ ارضنا وحماية شعبنا والدفاع عن سيادتنا وحفظ استقلالنا، هذا الإسرائيلي لا عهد له ولا ميثاق ولا ذمة». وأضاف في ذكرى عاشوراء: «للذين يحاولون الآن بعد تحقيق حكومة الوفاق الوطني في لبنان، ان يستثيروا النقاش مجدداً حول المقاومة وسلاحها، نقول ان خيار المقاومة هو الذي يبقي لكم ألسنة تتكلمون بها، لأنه مع هيمنة الإسرائيلي لا تكون لكم حقوق حتى في التكلم، لكن المقاومة تحفظ لكم حق التكلم». ورأى عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي نبيل نقولا أن كلام نصر الله «يصب في خانة التفاهم والتهدئة والحوار، لأنه لا يمكن لبعض المسيحيين ان يعتبروا انفسهم خارج الوطن ويستمروا في علاقات خارجية يعتبرون انها تحميهم». ولفت في تصريح الى تلفزيون «الجديد» الى «ان احداً لا يمكنه ان ينتصر على الآخر بالقوة ولا يمكن لأحد ان يكون له ارتباط خارجي»، واضعاً كلام نصرالله «في خانة الإيجابيات، وهو بعض التذكير لبعض مسيحيي 14 آذار الذين لا يزالون يعتمدون الخطاب المتشنج». ودعا «من كانوا يراهنون على الخارج الى العودة الى الداخل وأن ينتبهوا الى ما حصل في السابق»، مؤكداً ان «لا احد ولي أمر المسيحيين»، مشدداً على «ان لا احد عليه الاتكال على علاقاته وامتدادته الخارجية». ووصف نائب الحزب السوري القومي الاجتماعي مروان فارس طعن حزب «الكتائب» في المادة السادسة المتعلقة بسلاح حزب الله ب «غير دستوري وعنوان تفكك 14 آذار والعودة الى قرنة شهوان ثانية».