يواصل المنتخب الجزائري معسكره الإعدادي في منطقة كاستيلي بجنوب فرنسا استعداداً لبطولة أفريقيا للأمم التي ستقام اعتباراً من العاشر من الشهر الداخل في أنغولا. ويلاقي المنتخب الجزائري نظيره المالاوي في أول المباريات الأفريقية يوم الحادي عشر من الشهر الداخل. ولقي «الخضر» لدى وصولهم إلى مطار مرسيليا عشرات المشجعين الجزائريين الذين أصروا على تحية «ابطال الجزائر» مرددين شعارات وأهازيج «واحد اثنان ثلاثة تحيا الجزائر». وكما في المعسكرات السابقة، فإن الفوج الأول ممن حضروا المعسكر الجديد لم يكونوا سوى اللاعبين النشطين في الدوري المحلي (9 لاعبين) إضافة إلى رفيق حليش، مدافع نادي ناسيونال ماديرا البرتغالي، الذي كان أول المحترفين التحاقاً بالمعسكر. وشكل هداف وفاق سطيف عبدالمليك زياية الوجه الوحيد بالمنتخب بعد رفض انضمام مهدي لحسن، لاعب سنانتدار الإسباني، في آخر لحظة. ومن المقرر أن يوقع زياية عقد الإعارة إلى نادي سوشو الفرنسي على هامش المعسكر. ومن المتوقع أن يتواصل توافد المحترفين على معسكر المنتخب حتى الثلاثين من الشهر الجاري آخر موعد منحه الجهاز الفني بقيادة رابح سعدان لبقية اللاعبين وأنديتهم الأوروبية. وكان المعني الأول بهذا القرار اللاعبين نذير بلحاج وحسان يبدة المحترفين في نادي بورتسموث الإنجليزي ومجيد بوقرة المحترف بغلاسكو رانجرس الاسكتلندي، والذين تقرر السماح لهم بالمشاركة مع أنديتهم حتى الثلاثين من الشهر الجاري. ورفض الاتحاد الجزائري السماح لبوقرة بخوض مباراة الدربي أمام سيلتيك في الثالث من القادم مثلما يريده ناديه، وهدد باللجوء للفيفا في حال ماطل النادي بتسريح صخرة دفاع المنتخب الجزائري. وتقرر أن يجعل الجهاز الفني للخضر الجزء الأول من المحطة التحضيرية التي تمتد حتى الثلاثين من الشهر الجاري فرصة للاطلاع على الأوضاع الصحية للاعبين ومدى جهوزيتهم البدنية بعد مشوار طويل مباريات الدوري وإقصائيات المونديال. وفيما يبدو محاولة منه لتحضير الشعب الجزائري لغير ما ينتظره في دورة أنغولا، أكد المدرب رابح سعدان أن هذه الدورة لم تأت في الوقت المناسب، داعياً الشعب إلى عدم انتظار ما أسماه ب «المعجزات». وقال: «هذه الدورة تأتي في وقت ظروف سيئة بالنسبة إلى المنتخب الجزائري. فقد خرجنا من التصفيات مرهقين جداً، وهو يدفعني للقول إنه على الشعب الجزائري ألا ينتظر اي معجزة في الدورة». وأضاف: «سنلعب كل مباراة على حدة، بهدف الذهاب إلى أقصى حد ممكن». وتابع موضحاً: «أنا شخصياً متعب ومرهق جداً بعد تصفيات إقصائية طويلة وشاقة جداً، وقد تمنيت ألا أكون في أنغولا لكنني مجبر على تحمل مسؤولياتي في هذه الدورة التي تبدو صعبة جداً». وفي أولى المتاعب التي تلوح في طريق الجهاز الفني، أعلن عن احتمال غياب المدافع عنتر يحيى صاحب الهدف المؤهل إلى المونديال، وذلك بسبب الإصابة التي يشكو منها منذ المباراة الفاصلة في الخرطوم أمام المنتخب المصري، وحرمته حتى من المشاركة مع ناديه الألماني بوخوم. وعلى رغم أن النادي الألماني أعلنها صراحة بعدم قدرة اللاعب خوض الدورة الافريقية، وبحاجته إلى جراحة الأسبوع المقبل، إلا أن رابح سعدان يرى أمراً آخر: «عندما يكون بيننا في المعسكر سنخضعه للفحص، عندها سيتبين لنا حجم الإصابة التي تعرض لها بمباراة الخرطوم، ومدى جهوزيته البدنية للمشاركة بالدورة. على أي حال كل شيء مؤجل حتى الثلاثين من الشهر الجاري». ومعلوم أن هذا الموعد هو آخر موعد حدده الاتحاد الأفريقي للمنتخبات المشاركة بإرسال القوائم النهائية للاعبين المشاركين في الدورة. بيد أن صاحب هدف التأهل للمونديال يرى عكس ذلك، ويؤكد، في تصريح نقله موقع فرانس فوتبول، أول أمس، أنه «ذاهب إلى أنغولا للمشاركة مع زملائه» على حد تعبيره. وأضاف يحيى: «صحيح أن إصابتي تتطلب وقتاً من الراحة، لكن أعتقد أن الأمور ستتحسن مستقبلاً وبإمكاني المشاركة في دورة أنغولا».