ابوظبي، سيول - رويترز، وام - شهد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، الذي يزور البلاد حالياً توقيع اتفاقات تعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية، في حضور الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثلاً رئيس الدولة والفريق أول الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأشرف الرئيسان على توقيع عقد بقيمة 75 بليون درهم ( 20 بليون دولار)، مع «كونسورتيوم» من شركات كورية لتنفيذ الإنشاءات والعمليات المشتركة لأربع محطات للطاقة النووية وصيانتها في الإمارات. وقّع الاتفاقات الخاصة بالتعاون الثنائي عن دولة الإمارات وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وعن الجانب الكوري الجنوبي وزير اقتصاد المعرفة تشوي كيونغوان. وتشمل الاتفاقات اتفاقاً إطارياً لتعزيز الشراكة الاقتصادية، يؤسس لتعاون أوثق بين الدولتين، يشكل البلدان من خلاله لجنة توجيهية عُليا ولجاناً فرعية لتسهيل التعاون في نواحٍ متعددة تشمل الطاقة النووية السلمية والطاقة المتجدّدة وفعالية الطاقة والاستدامة وتقنية اتصالات المعلومات وأنصاف النواقل وبناء السفن وتنمية الموارد البشرية. وكخطوة تنفيذية مباشرة للاتفاق الإطاري، وقّع الجانبان ثلاث اتفاقات مكمّلة شملت مذكرة تفاهم بين شركة «أبوظبي لطاقة المستقبل» (مصدر) ووزارة اقتصاد المعرفة الكورية، تهدف إلى تسهيل التعاون في مجال الطاقة المتجددة. واتفاقات متعدّدة الجوانب في مجال التعليم وتنمية الموارد البشرية بين جامعة «خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث» ومعهد «التكنولوجيا التطبيقية» عن الجانب الإماراتي، وبين معهد «كوريا المتقدّم للعلوم والتكنولوجيا» ومؤسسة «الطاقة الكهربائية الكورية» و «هيئة خدمات تنمية الموارد البشرية» في كوريا، ومعهد «التنمية الكوري» عن الجانب الكوري. واتفاقاً لتبادل المعرفة في مجال تقنية اتصالات المعلومات بين مركز «أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات» ومعهد «التنمية الكوري». وإلى جانب توقيع اتفاق تعزيز الشراكة الاقتصادية والاتفاقات المشار إليها، شهد الرئيسان أيضاً توقيع عقد بين مؤسسة «الإمارات للطاقة النووية» واتحاد يضمّ شركات كورية وشركات أميركية بقيادة مؤسسة الطاقة الكهربائية الكورية. ويهدف الاتفاق إلى تصميم الإنشاءات والعمليات المشتركة والصيانة المتعلقة بأربع محطات مبدئية للطاقة النووية المدنية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدّرت قيمة العقد بنحو 75 بليون درهم إماراتي تقريباً. وإثر التوقيع أشاد رئيس دولة الإمارات بتنامي علاقات الصداقة بين الإمارات وكوريا معربا عن أمله بأن تشكّل الاتفاقات الجديدة نقلة نوعية جديدة في العلاقات بين البلدين الصديقين، وقال: «إن علاقتنا مع جمهورية كوريا، التي نمت بصورة متواصلة خلال السنوات الأخيرة، دخلت الآن مرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية لما فيه فائدة للبلدين». ورحّب الشيخ خليفة بالرئيس الكوري الجنوبي متمنياً أن تعزّز زيارته للإمارات التواصل بين البلدين على المستويات كافة، وأن تسهم في زيادة التعاون بينهما. وأعرب الرئيس لي عن امتنانه للإمارات لمنحها العقد إلى اتحاد الشركات الكورية ولتأسيس الشراكة الإستراتيجية، وقال: «فلنبذل مزيداً من الجهود لنقل علاقات التعاون الثنائي بيننا إلى المرحلة التالية». ويتوقع «كونسورتيوم» كوري جنوبي الفوز بعقد آخر بقيمة 20 بليون دولار لتشغيل المفاعلات على نحو مشترك لمدة 60 عاماً. وأوضح القصر الأزرق، مقر الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان، أن إكمال المفاعل الأول يُنتظر عام 2017 لإنتاج الكهرباء، على أن تكتمل المفاعلات الأخرى بحلول عام 2020. ويضم ال «كونسورتيوم» الكوري شركات «كوريا اليكتريك باور» و «هيونداي للهندسة والبناء» و «سامسونغ سي أند تي» و «دوسان للصناعات الثقيلة». يُذكر أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين تضاعف تقريباً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، فبلغ نحو 92 بليون درهم عام 2008، ويُتوقع أن يزداد التعاون في ظلّ الاتفاقات الإطارية الجديدة ويؤدّي إلى تعميق العلاقات.