أحرق الشاعر السعودي حسين آل دهيم قصائد، لم يضمنها ديوانه «هلوسة تعتمل في فمي»، ولم يقرأ مما حرق بيت شعر واحد، في أمسية نظمها «ملتقى الوعد الثقافي»، الأسبوع الماضي، في سيهات. ولم يثر التساؤل حول قصائده «المحروقة» أسفه أو حتى رغبته في إحيائها. وقرأ آل دهيم عشر قصائد من ديوانه، الذي سيصدر عن دار «الغاوون» اللبنانية، وقدّم الأمسية الناقد محمد عيسى، واصفاً تجربة الشاعر ب «امتحان الشعرية بقدر كبير من المخاطرة، في صناعة الصورة المركبة، من عناصر متباعدة»، محتملاً أنها «تكون على قدر كبير من الغرابة، وملتبسة أحياناً على المتلقي، وتحمل التضاد في تضاعيفها، بين فاكهة لينة وشفرة سكين!». ورأى أن الشاعر «يشتغل على العادي، ويوظف المعجم اليومي، في طريقة حاذقة، ليرقى بالعالم الاعتيادي إلى مصافي الخلق الشعري». ويؤرخ آل دهيم تجربته الشعرية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، فيما امتنع عن نشر إنتاجه الشعري حتى وقت قريب. وذكر أن امتناعه عن النشر الذي سماه «الابتعاد غير المبرر»، استمر حتى «اكتشفت مأزقي متأخراً في عدم النشر، وليس تعالياً على الشعر والساحة الشعرية»، وإنما «نوع من جلد الذات، وعدم الرضا عن تجربتي طوال الفترة السابقة، أو هكذا يخيل لي». وبدأ في نشر نتاجه في صحف ومجلات، إضافة إلى مواقع أدبية. ووصف قصائد الشعر في ديوانه الأول بأنها «لا توضح التجربة كاملة، وإنما جزء منها»، وخصوصاً من ناحية «جلد الذات وفي الوقت ذاته محاولة لاكتشاف عوالم الشعر، سواء على صعيد المرأة أم المجتمع أو النفس»، مراهناً على «القيمة التي تقدمها الثيمة الإنسانية في شكل عام»، وغرضه «استنطاقها وخلق الأسئلة من خلال النص»، نافياً «تقديم إجابة على الأسئلة. الشعراء يثيرون الأسئلة، التي تولد أسئلة أخرى، فيما الإجابات غير موجودة، وإنما مؤجلة دائماً».