واصلت الوحدات الأمنية والعسكرية عملياتها في مرتفعات محافظة القصرين غربي البلاد لتعقب عناصر متورطة في تنفيذ هجمات مسلحة ضد قوات الأمن والجيش، فيما تشهد مناطق جنوب غربي تونس منذ يومين احتجاجات ومواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين. وذكرت مصادر مأذون لها أن قوى الأمن في محافظة القصرين تمكنت من تفكيك خلايا على علاقة بمجموعات مسلحة، وتورطت إحداها في تزوير هويات وجوازات سفر لتسهيل سفر الشباب للقتال في سورية والعراق وليبيا. وعلى رغم أن وزارة الداخلية لم تعلن بعد حصيلة العملية الأمنية في المرتفعات الغربية إلا أن المصادر ذاتها ذكرت أن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني (الدرك) «تمكنت من تفكيك خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف مراكز أمنية في القصرين ومحافظات أخرى». في هذه الأثناء، تواصلت عملية التمشيط والدهم في مدن محافظة القصرين وجبالها الحدودية مع الجزائر بحثاً عن عناصر موالية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». في سياق آخر، تتواصل احتجاجات العاطلين من العمل في محافظاتالجنوبالتونسي (توزر وقبلي) وسط توتر أمني. وشهدت ليلة أول من أمس، مواجهات بين متظاهرين مطالبين بإيجاد فرص عمل لهم والشرطة التي استخدمت غاز مسيل للدموع ورصاص مطاطي لتفريقهم. وحاول متظاهرون الاعتداء على مركز أمني في منطقة «الفوار» في محافظة قبلي (جنوب غرب). وعمد المحتجون إلى إغلاق عدد من المنشآت العامة على غرار مبنى المحافظة والطرق المؤدية لها، مطالبين بانتدابهم في شركات التنقيب على النفط والغاز بالجنوبالتونسي الصحراوي. وتعيش المحافظات الحدودية والجنوبية أوضاعاً اجتماعية متردية مع غياب فرص العمل والتنمية. وشهدت مدينة «تمغزة» في محافظة توزر احتجاجات ومواجهات بين الشرطة ومتظاهرين نفذت خلالها الشرطة عمليات اقتحام ودهم لمنازل المحتجين، ما أثار حالة من الاحتقان الشديد. وتبلغ نسبة البطالة في تونس نحو 16 في المئة وتشمل 600 ألف عاطل من العمل بينهم أكثر من 200 ألف من حاملي الشهادات العليا. وتقترب نسبة البطالة الى 50 في المئة في بعض المحافظاتالجنوبية.