استبق السفير الليبي في الأممالمتحدة إبراهيم الدباشي اجتماع ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغوريني مع مجلس الأمن الاثنين المقبل، لبحث تشكيل قوة بحرية أوروبية تهدف إلى منع الهجرة غير الشرعية في المتوسط انطلاقاً من ليبيا، بإعلانه الرفض القاطع لتواجد أي قوة بحرية أوروبية في المياه الإقليمية الليبية. وفي ضوء موقف الدباشي يكون مسعى الاتحاد الأوروبي لاستصدار قرار عن مجلس الأمن يمنح الشرعية الدولية للقوة البحرية الأوروبية للعمل في أعالي البحار والمياه الإقليمية الليبية اصطدم بعقبة رئيسية قد تعيق تقدمه. وأكد الدباشي الرفض القاطع لأي تجاوز «للسيادة الليبية»، وجدد في المقابل مطالبة الحكومة الليبية بتزويدها بالسلاح لتتولى بنفسها مهمة وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين. وأوضح أن حكومته المعترف بها دولياً برئاسة عبدالله الثني، ترفض أي دخول لأي قوة بحرية أوروبية إلى الشواطئ الليبية، معتبراً أن هذا الأمر «هو حلم غير قابل للتحقيق»، مشدداً على ضرورة تسليح الجيش الليبي لمواجهة الهجرة غير الشرعية في البحر «وأيضاً في البر على الحدود الجنوبية لليبيا». وشدد الدباشي على رفض أي تجاوز لسلطة وسيادة الحكومة على الأراضي الليبية، في ظل استعداد الاتحاد الأوروبي لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن يهدف إلى منح الشرعية الدولية لإنشاء قوة بحرية أوروبية في البحر المتوسط تهدف إلى وقف عمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين انطلاقاً من الشواطئ الليبية. وقال الدباشي ل «الحياة»: «نصرّ على سيادة ليبيا والاحترام الكامل لها، ورأينا واضح وهو أن الهجرة غير الشرعية لا تحتاج إلى نشر قوة بحرية في البحر المتوسط أو إلى تدمير قوارب الهجرة غير الشرعية». وأضاف: «السلطات الشرعية المتمثلة بمجلس النواب والحكومة المنبثقة منه متمسكة بضرورة تمكينها من السيطرة على جميع الأراضي الليبية من خلال السماح للجيش الليبي باقتناء السلاح». وقال الدباشي إن الشواطئ التي تُستخدم لتهريب المهاجرين من ليبيا «تسيطر عليها الميليشيات المسلحة»، وإن «السلطة الشرعية في ليبيا هي فقط من يستطيع منع محاولات تهريب البشر ودخولهم إلى ليبيا عبر الحدود الجنوبية». ونفى الدباشي أن يكون أي طرف بحث معه أو مع الحكومة الليبية هذا الأمر حتى الساعة. وقال ديبلوماسي أوروبي مطّلع إن الولاياتالمتحدة وروسيا «متمسكتان بأن تطلب الحكومة الليبية أولاً تلقي مساعدة خارجية لمواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين». وأوضح أن «إصدار قرار عن مجلس الأمن يمنح القوة البحرية الأوروبية صلاحية دخول المياه الإقليمية الليبية يجب أن يكون مبنياً على طلب ليبي أولاً، لأسباب تتعلق بالشرعية الدولية». وأكد الديبلوماسي الأوروبي أن موغوريني أجرت مشاورات في هذا الإطار مع دول عربية معنية «وستواصل هذه المشاورات». من جهة أخرى، أعلنت شرطة الجمارك والمالية الإيطالية أول من أمس، أنها أنقذت 100 مهاجر جوعى أمضوا 12 يوماً في مياه المتوسط. ورصد قارب متهالك طوله 50 متراً ليل أول من أمس، على بُعد 200 ميل قبالة سواحل صقلية وعلى متنه 98 شخصاً من بينهم 35 امرأة 3 منهن حوامل. إلى ذلك، أوقف الأمن المغربي أول من أمس، 19 مرشحاً للهجرة السرية من دول جنوب الصحراء، حاولوا العبور إلى جنوب إسبانيا بواسطة زوارق مطاطية، وفق ما أفادت سلطات مدينة طنجة شمال المغرب. وانطلقت هذه المجموعة وفق المصدر ذاته من ساحل مدينة طنجة «على متن زورقين مطاطيين أحدهما مزود بمحرك في محاولة للعبور إلى الضفة الأخرى».