أغلق الجيش الاسرائيلي امس لليوم الثاني على التوالي طرقاً شمال الضفة الغربية بعد مقتل مستوطن من مستوطنة «عناب» قرب مدينة طولكرم في هجوم مسلح، كما أعاد الجيش نقطة تفتيش كان أزالها قبل نحو عام من الطريق الرئيس الموصل الى مدينة طولكرم. وكان مستوطن قتل مساء اول من امس في هجوم مسلح على سيارته لدى مروره في شارع استيطاني جنوب طولكرم. وهذا الحادث هو الاول في الضفة منذ نحو عامين، واعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتائب شهداء الاقصى - مجموعات عماد مغنية» مسؤوليتها عنه. من جانبها، اعلنت السلطة الفلسطينية انها تجري تحقيقاً للكشف عن مرتكبي الهجوم. وقال الناطق الاعلامي باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري ان «التحقيق جار في حادثة مقتل المستوطن، لكن المعلومات الاولوية تفيد بأن المستوطن ربما يكون قتل في حادث انقلاب سيارته». وشددت السلطات الإسرائيلية إجراءات المرور على حاجز حوارة المقام على المدخل الرئيس جنوب نابلس وعلى جميع مداخل مدينة طولكرم، ونشرت عشرات الحواجز المتنقلة شمال الضفة. وفي قلقيلية، أعاد الجيش نقطة تفتيش على المدخل الرئيس للمدينة التي ازالها قبل اكثر من عام. واعتدى مستوطنون على مواطنين في قرى المنطقة، ففي نابلس هاجم العشرات من مستوطني «يتسهار» المواطنين في قرية بورين المجاورة واعتدوا بالضرب على عدد منهم، وحطموا العديد من السيارات، واطلقوا النار بصورة كثيفة تجاه القرية. وكانت اسرائيل اتخذت هذا العام سلسلة إجراءات لتخفيف القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين في الضفة عقب إعادة أجهزة الأمن الفلسطينية فرض النظام والقانون في مناطق السلطة. ويخشى الفلسطينيون من إعادة تشديد القيود على حركتهم وإعادة وضع نقاط تفتيش وحواجز عسكرية جرت إزالتها في الأشهر الأخيرة. وتوقفت «انتفاضة الاقصى» نهاية عام 2007، لكن بقاء المستوطنين في الضفة يجعل الأمن والاستقرار بالغي الهشاشة.