كشفت وزارة الداخلية السعودية ل «الحياة»، أنها أحبطت مخططات إرهابية تقوم على تنفيذ جرائم تستهدف مواطنين، في أكثر من منطقة، وبما يؤدي إلى وقوع «أعداد كبيرة من الضحايا». فيما علمت «الحياة» أن تنظيم «داعش» الإرهابي خطط للقيام بأعمال ذات بعد «طائفي» داخل السعودية على غرار جريمة الدالوة في محافظة الأحساء التي حدثت في محرم الماضي، ضمن مخطط يسعى من خلاله إلى «خلط الأوراق» إقليمياً ودولياً، والتأجيج ضد المملكة في توقيت دقيق يمر به الإقليم. وكانت «الحياة» سألت وزارة الداخلية عما إذا كانت الخلية الإرهابية التي أعلنت عن ضبطها أخيراً، والمكونة من 65 شخصاً، خططوا لاستهداف مجمعات سكنية، وإثارة الفتنة الطائفية في منطقة واحدة أو مناطق متفرقة، مثل القطيفوالأحساء والمدينة المنورة. بدوره، قال المتحدث الرسمي للوزارة اللواء المهندس منصور التركي في تصريح إلى «الحياة»: «إنه في ما يخص ما تضمنه البيان عن القبض على عناصر تنظيم إرهابي مكون من 65 شخصاً، يخططون لاستهداف مجمعات سكنية، وتنفيذ عمليات إرهابية لإثارة الفتنة الطائفية، على غرار ما تم في الجريمة التي تم ارتكابها في قرية الدالوة في العاشر من محرم الماضي (2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014)، فإن مخططات التنظيم تشمل تنفيذ جرائم إرهابية تستهدف مواطنين في أكثر من منطقة، وربما يؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا». وأعاد بيان وزارة الداخلية حادثة الدالوة، التي وقعت في الأحساء مطلع العام الحالي، حين حاول «داعش» تأجيج الحس الطائفي بين المواطنين، إلا أن الحادثة التي أسفرت عن مقتل ثمانية مواطنين، أدت إلى العكس. وأكدت مدى تماسك المجتمع السعودي بشقيه السني والشيعي. وأجمع مهتمون ومتابعون أن «داعش» لن تتوقف عن محاولة التأجيج الطائفية، ليسهل عليها اختراق المملكة بعد زعزعتها داخلياً. وأكدوا أن ما حدث «يبرهن على مدى وعي الشعب وتعاضده مع الأجهزة الأمنية، في الحرب ضد الإرهاب والطائفية». وقال الخبير الأمني منصور الشمري ل «الحياة»: «إن تنظيم «داعش» الإرهابي يحاول منذ فترة طويلة اختراق المملكة عبر وسائل متعددة، ومن الوسائل التي يلجأ لها في هذا الصدد بوابة الطائفية، على غرار ما حصل في الأحساء من قتل مواطنين، ما يؤدي إلى خلق صراع طائفي في المملكة، »، مستدركاً أن «ذلك لم يحدث، لأن الكل فهم الخطة التي سعى «داعش» لتحقيقها وشاهدنا مسيرات تندد بهذه العمليات». وأضاف الشمري: «إن «داعش» أغنى جماعة إرهابية على مستوى العالم وتحصل على تمويل دولي من بعض الدول التي تدعم الإرهاب والتطرف، ونحن أمام عصابة دولية كبيرة تهدد الأمن بشكل مستمر، وما يحمي الوطن بالدرجة الأولى هو تكاتف المواطنين مع رجل الأمن، ما يشكل قوة داخلية»، مشدداً على أن «الطائفية ليست ظاهرة في السعودية، ولا نستشعرها أبداً، ولا أرى مشكلة الطائفية متفاقمة لدينا، فالتنوع موجود والكل يحصل على الحقوق ذاتها وعليه الواجبات ذاتها»، مستشهداً بأن «المملكة تحارب «القاعدة»، كما تحارب «الحوثيين» ، فالأمن الوطني فوق كل اعتبار». ووضع الشمري محاولات تأجيج الطائفية ضمن محاولات «زعزعة الأمن داخلياً، وخلق حال من الفوضى والقتل، ما يسهل اختراق أي بلد، ، ولن تنسى دول المنطقة والعالم العربي والإسلامي تدخلات إيران، ودعمها الإرهاب، وآخرها دعمها «الحوثيين»، لإثارة القلاقل، فهي ما زالت تستشعر الإمبراطورية الفارسية بشكل كبير جداً، على رغم أن أكثر من 15 مليون من مواطنيها تحت خط الفقر، والمشكلات الاجتماعية الكثيرة، وأحكام الإعدام بمعدل حالة يومياً». وفي السياق ذاته يقرأ عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد الخنيزي، محاولات «داعش» العبث بأمن المملكة عبر الطائفية. وقال ل «الحياة»: «لم تنجح محاولات التنظيم الإرهابي، وكانت الدولة لها بالمرصاد في كل مكان، فأخذ يبحث عن ثغرات في أماكن أخرى، مثل إثارة الطائفية، وتهييج المواطنين على بعضهم البعض، فاختار قرية آمنة مثل الدالوة، لإرباك المسؤولين».