تعرضت منطقة نجران (جنوب السعودية) لسقوط قذائف عدة بشكل عشوائي في مواقع مختلفة داخل المدينة، تسببت في تضرر عدد من المباني الحكومية والسكنية، وتوقف الدراسة والرحلات الجوية التابعة للخطوط السعودية، إلا أن المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري أكد أن الوضع في نجران آمن، متوعداً بالرد على المعتدين، ولن تمر الحادثة مرور الكرام. وألحقت القذائف التي تعرضت لها نجران أمس أضراراً بمدرستين حكوميتين، وإصابة ثلاث طالبات بإصابات طفيفة، ما جعل إدارة التعليم في منطقة نجران توقف الدراسة في جميع مدارسها حتى اتضاح مدى خطورة الوضع، كما أعلنت الخطوط الجوية العربية السعودية إيقاف رحلاتها من وإلى نجران. وقال وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل عبر حسابه الرسمي في «تويتر» إنه أجرى اتصالاً بالطالبات المصابات في نجران للاطمئنان عليهن، «رغم إصابتهن إلا إنهن حريصات على استمرارية تحصيلهن العلمي». من جهته، أوضح المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري، أن الميليشيات الحوثية استهدفت بعدد من قذائف الهاون وبعض صواريخ الكاتيوشا العشوائية بعض المدارس ومستشفى ميدانياً بمدينة نجران. وأضاف أن تصرف الميليشيات الحوثية «ينسجم مع ما توقعناه من هذا النوع من الميليشيات، وهو رد على ما بادرت به قيادة التحالف أمس بطرح موضوع الأعمال الإنسانية والمساعدات الإنسانية، وتوقيف العمليات لفترات محددة كي تتم مبادرة الأعمال الإنسانية». وتابع خلال حديثه لقناة «العربية»: «هذا ينسجم مع ما سبق أن عملوه من رفض تام لقرار الأممالمتحدة 2216، ولا نتوقع خلاف ذلك من هذه الميليشيات الفاقدة لأي منهج أو برنامج سياسي». وأكد أن الوضع في نجران تحت السيطرة، والقوات البرية وحرس الحدود تقوم الآن بواجبها في التعامل مع مصدر هذه النيران، والقضاء على من تجرأ على الحدود السعودية، وكذلك القوات الجوية موجودة وتؤدي واجباتها في الجانب ذاته. وزاد: «لن تمر هذه الأعمال من دون رد، ونؤكد أن مبادرة التحالف أمس في موضوع العمليات الإنسانية لا تعني بأية حال من الأحوال إيقاف الأعمال التي تدعم الدفاع عن أمن وسلامة حدود المملكة، وأمن وسلامة المواطن اليمني، ولكن هذه الممارسات متوقعة، وسنستمر في الرد عليها بكل حزم لأن أحد أهداف عملية إعادة الأمل التصدي لأعمال الميليشيات الحوثية». وعن وجود شهداء أو مصابين، أوضح أن هناك إصابات في المستشفى الميداني، وسيصدر بيان مفصل من وزارة الدفاع يوضح نوع الإصابات. وقال عسيري: «طبيعة المنطقة الحدودية بين المملكة واليمن منطقة جبلية وعرة التضاريس وصعبة، ومجرد أن يكون هناك عدد من هؤلاء المتسللين بإحدى قذائف الهاون، تحدث خسائر في المراكز الحدودية أو خلافه، ولذلك هم يتحركون، ولا يوجد قطاع ثابت، ونحن نتعامل مع جميع الحدود بالدرجة ذاتها من الاستعداد والجاهزية، وحددت مصادر النيران والآن مدفعية الميدان والراجمات وطائرات الأباتشي وطائرات القوات الجوية تتعامل مع الموقف ولن يمر من دون عقاب». ولفت إلى أن مسافة قذائف الهاون تختلف، منها الهاون 80 والهاون 120، وهذه تختلف مدياتها باختلاف الزاوية التي يمكن أن تطلق منها، وكذلك الحال بالنسبة لصواريخ الكاتيوشا، «ما نؤكده أنه تم تحديد مصدر النيران والقوات البرية تعاملت مع الموقف وتتعامل مع المصدر الذي انطلقت منه هذه الجماعات، ونحن نعلم مصدرها، وهناك عمل يتم على الأرض، وستشاهدون النتائج قريباً». وعن توقع تطورات في تحركات قوات التحالف بعد أحداث أمس في نجران، قال: «الخيارات جميعها مفتوحة أمام قيادة التحالف لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان أمن وسلامة حدود المملكة، ولن يسمح لهذه الميليشيات بتكرار ما حدث منها». مواطنون: الحادثة لم تؤثر في حياتنا اليومية شدد عدد من المواطنين في منطقة نجران أن قذائف الميليشيات الحوثية الإرهابية التي أطلقت بعشوائية على بعض الأحياء في مدينة نجران، لم تؤثر على مجرى الحياة اليومية. وقال مواطنون في تصريحات بثتها وكالة الأنباء السعودية، إنهم لم يأبهوا بهذا التصرف الإرهابي من الميليشيات الحوثية وأعوانهم، مشيرين إلى أن المواطنين في نجران صفاً واحداً، ولن يسمحوا لأي كائن من كان أن يتعدى على شبر من أرض المملكة، وسيردون عليه بما يقتضيه الموقف من دون تردد. وأضافوا، أن هذا العبث الحوثي الذي حاول فاشلاً أن يستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، لا يمكن أن يفعل شيئاً أو يغيّر شيئاً من ممارسات الحياة اليومية في المنطقة، إذ أنها ضربة الواهن والعاجز والمحتضر، «ولن يزيدنا ما حدث اليوم إلا حباً لبلادنا، واعتزازاً بوقوفها ضد الميليشيات الحوثية، وفي موقفها التاريخي في عودة الأمن والاستقرار لليمن ولشعبه».