لم يكن دخول رجل الأعمال الجزائري السابق عبد المومن خليفة، الملاحَق في أكبر فضيحة احتيال مالي في فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى محكمة الجنايات في البليدة (50 كيلومتراً جنوب العاصمة) عادياً، فالمتهم الذي تلقبه الصحافة المحلية ب «الفتى الذهبي»، لم يشاهده الجزائريون منذ عام 2003 بعد اعتقاله في بريطانيا لسنوات طويلة قبل ترحيله. وتسبب جلب خليفة إلى المحكمة بطلب حضور مئات الشهود، بينهم وزراء حاليون. وبدأت محاكمة خليفة في مدينة البليدة، وسط إجراءات أمنية معقدة، ومثل لأول مرة أمام محكمة جزائرية، بعد مسار طويل من الإجراءات بين الجزائروبريطانيا انتهى إلى ترحيله إلى بلاده بعد تعهدات من الجزائر ب «حفظ كرامته أثناء السجن والمحاكمة». ودخل خليفة قفص الاتهام مرتدياً بذلة رسمية سوداء، وجلس يراقب استدعاء الشهود، وبدا نحيفاً مقارنة بآخر مرة شاهده فيها الجزائريون في حوار تلفزيوني أجراه في بريطانيا قبل نحو 10 سنوات. وانهارت الإمبراطورية المالية لعبد المؤمن خليفة منذ 12 سنة، بعد أن أسس شركة طيران خاصة ومصرف حملا اسم عائلته، ثم أسس لاحقاً قناة تلفزيونية، وبلغ توسع خليفة حد تمويل فريق مارسيليا الفرنسي لكرة القدم، لكن هذه الإمبراطورية انهارت بشكل سريع، مثيرةً تساؤلات حول سر صعوده إلى قمة سلم رجال الأعمال واستقباله من جانب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وأعضاء الحكومة مرات عدة. وحوكم خليفة غيابياً عام 2007، وشهدت محاكمته في حينه، حضور عدد كبير من الوزراء، وأبرز الأسئلة التي طرحها القضاء يومها هي تلك المتعلقة بالسر الكامن خلف التعليمات التي وجِّهت للشركات العامة بإيداع أموالها في بنك الخليفة الخاص بدل البنوك العامة. وحضر أمس، وزير المالية محمد جلاب إلى المحكمة وقدم تقريراً للنائب العام ثم انصرف، لكن حضوره كان بسبب منصبه السابق، إذ كان متصرفاً إدارياً لبنك الخليفة. وبدأت المحاكمة بمناداة القاضي على جميع المتهمين في القضية وعددهم 75 شخصاً، بينهم خليفة و2 متوفيان وتخلف 3 عن الحضور، فيما يُتوقّع -وفق رئيس الجلسة- أن تدوم المحاكمة نحو شهرين. على صعيد آخر، قُتل مسلحان إسلاميان أول من أمس، على يد الجيش الجزائري، أحدهما في منطقة في ولاية عين الدفلى (حوالى 100 كيلومتراً غرب الجزائر العاصمة)، والثاني في منطقة في ولاية البويرة (100 كيلومتراً شرق العاصمة)، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع. وضبط الجيش بحوزة المسلحين «مسدساً رشاشاً من نوع كلاشنيكوف و3 مخازن ذخيرة». كما أعلن الجيش مساء أول من أمس، أن مسلحاً متشدداً ثانياً قُتل في منطقة البويرة في شرق الجزائر العاصمة، خلال عملية منفصلة.