تتنافس مئات الوجهات الأجنبية لاستقطاب السائح العربي، بعدما غيّرت الأوضاع السياسية التي تعيشها المنطقة خريطة السياحة العربية. إذ لم تعد كما كانت قبل «الربيع العربي»، وحلت مكانها وجهات أخرى، تطمح إلى أن تكون الوجهة الأوفر حظاً، حتى ان دول أوروبا الشرقية مشاركة في الحصول على حصة. وكشف «معرض سوق السفر العربي» الذي انطلقت فعالياته في دبي أمس، عن قسم كبير من ملامح خريطة السفر الإقليمية خلال الفترة المقبلة. ورأى الخبير السياحي نلسون هيغس (مدير مجموعة من الفنادق العالمية)، أن السائح العربي «أصبح يبحث عن وجهة لسفره ليس من بينها دول كثيرة كانت تتصدر قائمة الأماكن المفضلة لديه». وأكد وجود «سباق محموم بين الوجهات السياحية المشاركة في المعرض، على استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم وزيادة نصيبها من السوق السياحية العربية». واعتبر أن السائح الخليجي «تقلصت خياراته بخروج منطقة الشام تقريباً، فضلاً عن تراجع فرص دول مثل مصر والمغرب العربي». ولاحظ المشاركون أن المعرض «يُعقد مع تحولات جذرية يشهدها القطاع السياحي العربي، بسبب المتغيرات الاقتصادية والمالية والجيوسياسية التي باتت تحديات لوجهات كثيرة وفرصاً قوية لوجهات أخرى، ما اعتبره خبراء في القطاع «مشهداً جديداً لخريطة السفر». وتطرح الإمارات نفسها كوجهة بديلة للدول العربية التي خرجت من الخريطة السياحية، فيما لا تزال السعودية وبقية الدول الخليجية تعمل بحياء في هذا المجال على رغم المشاركة الواسعة لهيئة السياحة السعودية في المعرض، وفي قدر أقل عُمان وقطر. ويشهد المعرض نشاطات خاصة بقطاع السفر والسياحة، بما فيها ندوات تعريفية وحوارية حول أحدث الاتجاهات والفرص الاقتصادية الحالية والمستقبلية التي يوفرها، إضافة إلى التحديات التي يواجهها على المستويين الإقليمي والعالمي. وكشفت شركة «ريد ترافيل اكسيبيشنز» خلال مؤتمر صحافي عُقد في دبي، عن تسجيل دورة العام الحالي نمواً نسبته 7 في المئة قياساً الى العام الماضي، مع مشاركة 113 جهة عارضة للمرة الأولى». وتوقعت أن يستقطب المعرض «أكثر من 23 ألف زائر من المنطقة والعالم». ولفتت إلى أن مؤشرات القطاع السياحي في دبي «تواصل أداءها الإيجابي».