أسست وترأست ثاني اكبر حزب في كازاخستان حزب «أسار» (كلنا معاً)، الذي اندمج لاحقاً مع الحزب الحاكم «نور وطن». كانت عضوة في برلمان بلادها لأكثر من دورة، تعشق الموسيقى والغناء، منذ طفولتها. هي داريغا نازاربايفا الابنة الأكبر للرئيس الكازاخستاني نور سلطان نازارباييف، تقيم سنوياً حفلات الأوبرا الخيرية في ابرز المسارح العالمية، مثل قصر المؤتمرات في باريس، ودار الأوبرا في موسكو. «الحياة» التقت داريغا نازارباييفا في مدينة المأاتا، العاصمة السابقة لكازاخستان، وحاورتها، بعيداً من السياسة، حول قضايا المراة، وعشقها للموسيقى. وتختار ان تقدم على انها ناشطة اجتماعية، عند سؤالها هل هي زعيمة سابقة لحزب سياسي، او عضوة في برلمان بلادها. حول حقوق المراة في بلادها تقول: «منذ القدم، تفرض العادات والتقاليد في كازاخستان احترام المرأة، وتعتبر الفتاة ضيف شرف في المنزل ويجب حملها على الأيدي. وعندما تتزوج، تُنقل ايضاً على الأيدي الى بيت زوجها، وينتقل معها أيضاً الاحترام. في أيامنا هذه، باتت المرأة تثبت نفسها في السياسة ومجالات أخرى. ويمكنني القول، بكل جراة، إن حقوق المرأة في كازاخستان افضل منها في دول متقدمة وديموقراطية». وتضيف: «نحن نفخر بهذا التطور، ولا نعتبر ذلك مثالياً، وهناك قوانين ومراسيم يجب تغييرها لكي تحصل المرأة على كل حقوقها، وتكون متساوية مع الرجل في المناصب والوظائف العليا. ونحن نريد لها أن تكون ممثَّلة في معظم المناصب البرلمانية والوزارية. ويمكن القول إن حال المراة في كازاخستان جيد وواقعي». وتعبّر داريغا نازارباييفا عن رأيها في حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية قائلة: «المجتمعات الإسلامية مختلفة، والقوانين كذلك في كل دولة. وهناك تراكمات تاريخية في العادات والتقاليد في كل دولة، ولذلك، لا يمكن الحديث، في شكل عام عن حقوق المراة في المجتمعات الإسلامية، فكل مجتمع يعيش حالة مختلفة، إلاّ أنني أرى ان وضع المرأة يتجه نحو الأفضل.» وحول عشقها للموسيقى تقول نازارباييفا: «أحب الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا. وفي السنوات الأخيرة، انشأت مؤسسة «ديغدار» الخيرية، التي ترسل الطلبة الشباب للدراسة في ايطاليا في افضل مدراس الأوبرا والفن، كل سنة. وأريد أن يكون في كازاخستان مدرسة جيدة للأوبرا والموسيقى الكلاسيكية.» غير أنها لم تمارس الموسيقى في شكل احترافي، بل كان لديها اهتمام نابع من بيئتها، «فأسرتي موسيقية، والداي يحبان الموسيقى كثيراً، ويعرفان أغاني كثيرة، وبخاصة الأغاني الكازاخية الشعبية. ولا يمر أي حدث عائلي من دون موسيقى. إذاً، الموسيقى لدينا وراثية. نحن ثلاث اخوات، وكلنا نعشق الموسيقى. اختي الصغرى تحمل شهادة موسيقية متخصصة من ممعهد عالٍ. واختي الوسطى انهت معهد الفن المسرحي الحكومي في موسكو، وكوّنت ذائقة للموسيقى والفن». ورداً على ما إذا كان نجاحها يعود إلى كونها ابنة رئيس جمهورية كازاخستان، أم أن للأمر تاثيراً سلبياً، تقول نازارباييفا: «ساعدني هذا الأمر. وأنا افخر بأنني ابنة الرئيس الكازاخي، فمن دون اسمه، ومن دون ظله علينا جميعاً، ربما لم استطع تحقيق النتائج، أو أن أصل الى ما أنا عليه حالياً». صمتت برهة متفّكرةً قبل أن تضيف: «لعلّ التاثير السلبي يتمثّل في أننا في موقع اهتمام المجتمع، ومحط انظار الجميع. وعلينا، نحن ابناءه وأحفاده وأحفاد احفاده، ان نكون دائماً على قدر المسؤولية، وأن نعطي مثالاً جيداً للآخرين، لكي ندعمه في أعماله، فلا نشكل له متاعب إضافيه». وفي ما يخص كثرة الأصدقاء، تجيب داريغا نازارباييفا: «لا يوجد لدي الكثير من الأصدقاء، لأن الصديق الحميم مهم جداً، وفي الوقت ذاته صعب جداً. لدي أصدقاء طفولة وهم ليسوا قلة، وأنا أقدرهم كثيراً. وهم مستقلون عني في اعمالهم ومشاريعهم. هذه الصداقات تكون أغلى وأثمن بمئة مرة من غيرها. ومنذ زمن طويل، لدي أصدقاء من النخبة، لم ينقص عددهم، لا بل زاد قليلاً».