بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي يقوم بجولة خليجية، في العلاقات المميزة بين بلديهما وسبل تعزيزها، إضافة إلى الجهود المبذولة في عملية السلام والقضايا العربية الراهنة والأوضاع الإقليمية والدولية. وتناولت محادثات الملك عبدالله والرئيس مبارك التي عقدت في قصر خادم الحرمين الشريفين في الرياض أمس المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وأمن منطقة الخليج. كذلك تطرقت إلى الأوضاع في العراق والسودان ولبنان واليمن والبرنامج النووي الإيراني. وأقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة عشاء تكريماً للرئيس المصري والوفد المرافق له، حضرها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين. وتأتي زيارة الرئيس مبارك تأكيداً للروابط القوية التي تربط ما بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، كما انها تأتي في إطار المشاورات التي يحرص عليها مع الأشقاء الخليجيين حول القضايا العربية، وكذلك اهتمام مصر بعلاقاتها مع دول الخليج والحرص على أمنه وارتباطه بأمن مصر القومي. كما تأتي في أعقاب زيارته إلى كل من فرنسا وتركيا، واستقباله في القاهرة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ووصل مبارك إلى الرياض آتياً من أبو ظبي محطته الأولى في جولة خليجية سيختتمها في الكويت. ويضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس المصري كلاً من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير الإعلام أنس الفقي، ووزير الاستثمار الدكتور محمود محيى الدين، ورئيس المخابرات العامة الوزير عمر سليمان، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، والسفير المصري لدى المملكة محمود محمد عوف، وسكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة سليمان عواد. وأفيد في أبو ظبي أن الرئيسين الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والمصري ناقشا أمس الأوضاع على الساحة العربية ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ويقول مراقبون إن الرئيس مبارك يأمل من جولته الخليجية «بلورة رؤية عربية شاملة للتعامل مع الملفات التي تواجه المنطقة وعدم ترك الساحة خالية أمام القوى الإقليمية والدولية للتدخل فيها بعيداً عن مصالح الدول العربية». وأفاد بيان إمارتي في ختام المحادثات التي حضرها كبار المسؤولين الإماراتيين والوفد المرافق للرئيس مبارك، أن الشيخ خليفة بن زايد ثمّن الجهود التي تبذلها مصر تجاه القضايا العربية، وخصوصاً إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية. وأكد دعم دولة الإمارات «المساعي الخيّرة» التي تقوم بها مصر، كما شدد على ضرورة دفع الجهود لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز فرص السلام الدائم والشامل في المنطقة. أما الرئيس المصري فقال إن زيارته لدولة الإمارات تأتي في إطار المشاورات واللقاءات بين قيادتي البلدين لاستعراض القضايا العربية وتعزيز فرص التعاون المشترك بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» في أبو ظبي إن جولة مبارك الخليجية تتصل بعرض مبادرة مصرية جديدة تستهدف تفعيل العمل العربي المشترك للتعامل مع القضايا المصيرية التي تواجه المنطقة وعدم ترك المنطقة عرضة للمبادرات والتدخلات الإقليمية والدولية بعيداً عن القوى الفاعلة والأساسية فيها. ولفتت المصادر إلى أن التحرك المصري يأتي في ضوء عدد من المستجدات التي تؤشر إلى تحسن مناخ العمل العربي المشترك وقدرة الدول العربية على التعامل مع الملفات التي تواجه المنطقة والتأثير فيها لمصلحة دول المنطقة وشعوبها ومن أبرزها الملف الفلسطيني والملف النووي الإيراني والوضع الاقتصادي العربي في ضوء تأثيرات الأزمة المالية العالمية. خادم الحرمين والرئيس المصري يبحثان جهود السلام وأمن المنطقة