عاشت جدة أمس يوماً غير اعتيادي، بعد أن دعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة المواطنين لأخذ الحيطة والحذر، متوقعة تقلبات جوية على منطقة مكةالمكرمة تشمل مطراً غزيراً رعدياً مسبوقاً بنشاط في الرياح السطحية يستمر بضعة أيام، ما خلق حالاً من الطوارئ في العديد من المرافق الحيوية بالمحافظة كجامعة الملك عبدالعزيز والمنشآت الصحية كافة، وبعض مدارس التعليم العام للجنسين، في وقت وصف فيه «الدفاع المدني» أوضاع المدينة بالمطمئنة والمستقرة. وأمام تلك التطورات، أوقفت جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أمس المحاضرات المسائية والدورات التأهيلية لطلاب وطالبات الانتساب، بعد التحذيرات التي تلقتها إدارتها من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من تساقط أمطار غزيرة على المنطقة، واضطر منسوبو الجامعة إلى مغادرتها سريعاً بين الساعة الواحدة والنصف إلى الثانية ظهراً، ما أسهم في إرباك عملية السير في الطرق المحيطة بالمنطقة، لا سيما أن عدد الطلاب والطالبات المغادرين من الجامعة تجاوز 22 ألف. ورصدت «الحياة» تضجر الأهالي من غياب التنظيم المروري متسائلين عن الأدوار التي يضطلع بها المرور، لاسيما بعد تجاهل العديد من المركبات لإشارات المرور الضوئية، ما أدى إلى وقوع حادثة سير متوسطة الخطورة. أسهمت في تفاقم الازدحام في الموقع بحي الجامعة. خصوصاً مع تزامن انصراف الطلاب والطالبات والموظفين إلى منازلهم، ويتجلى غياب التنظيم في أحياء المطار القديم والسليمانية. وأوضح المشرف العام على إدارة الأمن والسلامة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالقادر تنكل أن الإجراء الذي اتخذته الجامعة ليس إخلاء وإنما هو إجراء احترازي بناء على توصية من الرئاسة العامة للأرصاد بوجود أمطار غزيرة، مشيراً إلى أنهم اخبروا الطلاب بذلك مبكراً، ليتسنى لنا اتخاذ أي إجراء بشكل مبكر والسيطرة على جميع الحالات. وذكر أنه جرى تخصيص وقت كاف لخروج الطلاب، ما استوجب عدم دخول أي طالب للجامعة بعد الخامسة عصراً خصوصاً مع وجود أكثر من ستة آلاف طالب يحضرون لدورات تاهيلية لبرنامج الدراسة بالانتساب، لافتاً إلى أنه جرى إخبار جميع الطلاب والطالبات بإلغاء المحاضرات المسائية التعليمية والمعملية والطبية للحفاظ على سلامة أرواحهم من الضرر الذي قد يحدث في حال هطول أمطار غزيرة. وأفاد الدكتور تنكل أنهم أعدوا خطة طارئة تحسباً لعدم دخول السيول مرة أخرى للجامعة، مشيراً إلى أنهم شيدوا سدوداً طينية مهمتها منع السيول الخارجية من الوصول لساحات الجامعة. وأكد وجود أفراد من رجال الأمن والسلامة بشكل كاف، مطمئناً جميع الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والإداريين بأن الجامعة تنفذ الأدوار الكاملة، فيما يخص الخطط الأمنية. شائعات بانفجار «بحيرة المسك» نفى مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في محافظة جدة العميد محمد عبدالله القرني ما تردد حول طلبهم إخلاء مواقع سكنية أو مدارس نتيجة التغيرات المناخية التي شهدتها محافظة جدة يوم أمس. وقال ل «الحياة»: «إن ما حدث في بعض المدارس من إخلاء للطلاب والطالبات وفق ما ذكره البعض، يعود لتقديرات مديري ومديرات المدارس تحسباً لهطول أمطار». ووصف القرني الأوضاع في محافظة جدة ب «المطمئنة والمستقرة» وفق ما تشير إليه التقارير اليومية في ما يتعلق ببحيرة المسك أو في ما يتعلق بالأحياء المحيطة بها، مشيراً إلى أن سكان الأحياء المتضررة في مواقع آمنة بعد نقلهم إلى الشقق المفروشة في بداية أزمة الأمطار. وكانت أنباء ترددت أمس عن إخلاء عدد من الأحياء السكنية الواقعة شرق جدة أثارت الرعب لدى المواطنين، ونشأ منها عدد من الشائعات حول تسرب بحيرة المسك، وهو ما نفته الجهات المختصة التي تعنى بمراقبة منسوب المياه في البحيرة، والذي انخفض إلى أقل من ثمانية أمتار.