علمت «الحياة» أن إسرائيل اشترطت في ردها على صفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس» الذي سلمته للوسيط الألماني أمس، إبعاد أكثر من مئة أسير من الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو إلى خارج الأراضي الفلسطينية، كما رفضت إطلاق سراح سبعة أسرى من أصل 450 طلبت «حماس» الإفراج عنهم. ورغم أن إسرائيل واصلت التكتم رسمياً على القرار الذي خلص إليه «المنتدى السباعي» الوزاري في شأن صفقة التبادل بعد اجتماعه الذي انتهى في ساعة متقدمة من مساء الاثنين، فإن مصادر متطابقة أكدت أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للوسيط الألماني لإتمام الصفقة في حال قبول «حماس» تحفظاتها عن بعض البنود. واكتفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإصدار بيان مقتضب أكد أن المنتدى كلف المفاوض الإسرائيلي الخاص في صفقة الأسرى حاغاي هداس مواصلة جهوده الهادفة إلى إعادة الجندي الأسير في غزة غلعاد شاليت إلى بيته سليماً معافى. لكن وزير الدفاع إيهود باراك قال في تصريحات أمس إن الحكومة «تعمل في شكل مكثف لبلورة الطريق الصحيح للتقدم في ملف شاليت. نحن في مرحلة حساسة، وليس مفيداً أن نكثر في الكلام... نشعر بمسؤولية لإعادته، لكن ليس بأي ثمن». ونقل الوسيط الألماني ارنست أورلاو الرد الإسرائيلي على العرض إلى قيادة «حماس» في غزة بعد ظهر أمس. وقال مسؤولون في الحركة ل «الحياة» إنها تدرس الرد الإسرائيلي «وسترد عليه خلال أيام بعد تصويت المكتب السياسي (في دمشق) على القرار»، غير أنهم شددوا على أن الحركة «متمسكة بالقائمة التي قدمتها». واتهمت «حماس» إسرائيل ب «عرقلة» التوصل إلى اتفاق. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري قوله إن «إسرائيل مسؤولة عن عرقلة وتأخير التوصل إلى اتفاق في شأن تبادل الأسرى». لكنه أكد أن حركته «لن تغلق باب المفاوضات في هذا الشأن على قاعدة المواقف والشروط التي تتمسك بها». وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 443 أسيراً من قائمة ال450 التي قدمتها «حماس»، على أن يتم إبعاد أكثر من مئة منهم. وأوضحت أن السبعة الذين ترفض إطلاقهم هم القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي والأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات وكبار قادة الجناح العسكري ل «حماس» إبراهيم حامد وعبدالله البرغوثي وعباس السيد وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة. وكانت مصادر في «حماس» أكدت أن الحركة ستترك قرار قبول الإبعاد للأسرى المعنيين كي تعفي نفسها من مسؤولية اتخاذ قرارات قد لا تكون مرضية لكثيرين أو تفشل التوصل إلى الصفقة. ورداً على سؤال عن موقف حركته من شرط إبعاد الأسرى، قال نائب رئيس المكتب السياسي ل«حماس» موسى أبو مرزوق ل «الحياة»: «لن نرفض ولن نقبل، هذا جزء من عملية التفاوض، وهناك تفاصيل يتم النقاش في شأنها». وأكد أن الوسيط الألماني «معني بالاستمرار في بذل جهوده حتى يتم إبرام الصفقة، كما أن كلا الطرفين (حماس وإسرائيل) معني بإنجازها». وأجمعت الصحف العبرية أمس على أن الرد الإسرائيلي على مسودة الاتفاق «إيجابي مشروط». ورأى معلقون بارزون أن نتانياهو أراد من تلكُّئه تهيئة الرأي العام لقبول الإفراج عن أسرى «من العيار الثقيل». واعتبروا أن القرار رمى الكرة في ملعب «حماس» على أمل الحصول على تنازلات أخرى تمكن إسرائيل من التلويح بها على أنها إنجاز.