بورت او سبين - أ ف ب، رويترز - وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما قادة قمة الاميركتين التي افتتحت في ترينيداد وتوباغو أمس، ب «عهد جديد من الحوار من الند للند» بين الولاياتالمتحدة ودول المنطقة. وقال امام قادة منطقة تضم تياراً قوياً معادياً للولايات المتحدة: «اريد ان افتح فصلاً جديداً من الحوار سيستمر طيلة عهدي»، مشدداً على اهمية «العمل الجماعي» في مواجهة التهديدات التي تطاول منطقة اصابتها الازمة الاقتصادية العالمية بقوة، وتعرضها لأخطار الجريمة الواسعة ونتائج ارتفاع حرارة الارض، والتي دعا الى مكافحتها عبر شراكة تشجع الطاقات البديلة وتواجه التغييرات المناخية باقتصاد الطاقة وتقاسم التكنولوجيا ودعم الاستثمار. واعلن إنشاء صندوق «تنمية التمويل الجزئي» لمنح قروض الى المؤسسات الصغيرة في الاميركتين، واشار الى رصد مبلغ 30 مليون دولار لتعزيز التعاون الأمني بين دول الكاريبي. وقال: «اعرف ان وعود الشراكة لم تحترم في الماضي، لكن الثقة تكتسب مع الوقت. لقد تخلت الولاياتالمتحدة عن التزاماتها احياناً في منطقة الاميركتين، وحاولت ان تفرض وجهة نظرها احياناً اخرى، لكنني التزم امامكم اليوم شراكة من الند للند ترتكز على الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والقيم التي نتقاسمها»، رافضاً خضوع التعاون لخلافات سابقة ونقاشات «عقيمة» حول مسألة الحصار الاميركي المفروض منذ عام 1962 على كوبا والذي وصفها بأنه مسؤولية جماعية تهدف الى السهر على احترام الديموقراطية، او بين انصار الاقتصاد الجامد واولئك الذين يؤيدون رأسمالية جامحة. واضاف: «تغيرت الولاياتالمتحدة مع الوقت، ولم يكن ذلك سهلاً. ومن المهم تذكير اصدقائي القادة بأن الولاياتالمتحدة ليست الوحيدة التي يجب ان تتغير، اذ نتحمل جميعاً مسؤولية الاستدارة نحو المستقبل». وأكد ان سياسة الولاياتالمتحدة لا يجب ان تبنى على التدخل في شؤون دول اخرى، لكن لا يمكن اتهامها ايضاً بكل مشاكل المنطقة»، مبدياً استعداده للحوار مع كوبا حول سلسلة مواضيع مثل حقوق الانسان، «شرط ان يسفر ذلك عن نتائج»، وذلك غداة ترحيب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بانفتاح الرئيس الكوبي راؤول كاسترو على حوار مع بلادها «يتناول كل الامور». وكرر اوباما كلام كلينتون بأن السياسة الاميركية تجاه كوبا فشلت، موضحاً انه يؤمن بإمكان اقامة علاقات جديدة بين الولاياتالمتحدةوكوبا، «علماً ان الطريق طويل لتخطي عشرات السنين من التقصير». واضاف: «خلال العامين الماضيين، قلت واكرر اليوم ان ادارتي مستعدة لمحاورة الحكومة الكوبية حول مسائل حقوق الانسان وحرية التعبير والاصلاح الديموقراطي والمخدرات والهجرة ومسائل اقتصادية، لكن الحوار من اجل الحوار لا يهمني، داعياً هافانا الى تنفيذ اجراءات ملموسة كي تبدأ واشنطن في مراجعة اساسية للعلاقات بين البلدين. وكان اوباما امر اخيراً برفع القيود عن سفر الاميركيين من اصل كوبي الى بلدهم الاصلي، وتحويل الاموال الى الجزيرة الشيوعية. وربط اتخاذ ادارته خطوات اضافية بتحرير كوبا السجناء السياسيين وتعزيز الحريات. واستمع اوباما خلال قمة الاميركتين الى انتقادات قوية وجهها القادة المشاركون الذين حملوا الولاياتالمتحدة مسؤولية الازمة الاقتصادية التي تضرب المنطقة بقوة، ورفضوا سياستها في كوبا. واتهم رئيس نيكاراغوا دانييل اورتيغا الولاياتالمتحدة باعتماد سياسة الاستعمار في بورتوريكو وقمع الشعوب المهاجرة، او المساهمة في فقر اميركا اللاتينية. ودعت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر نظيرها الاميركي الى رفع الحصار «الجائر» عن كوبا، وقالت: «يجب ان نأخذ في الاعتبار تطورات الغاء منطق عالم ثنائي القطب والمغالطات التاريخية التي يشكلها حالياً الحصار على كوبا». ودعت اوباما الى انتهاز «فرصة تاريخية» وفرتها كوبا عبر اعلان انفتاحها على حوار مع واشنطن، مشيدة بالغائه «القيود العبثية التي فرضتها ادارة سلفه جورج بوش عام 2004». ولم تدع كوبا التي استبعدت عن منظمة الدول الاميركية عام 1962، للمشاركة في قمة الاميركتين، فيما اقترح الامين العام لمنظمة الدول الاميركية خوسيه ميغيل انسولزا وضع حد لاستبعاد كوبا عن هذه المنظمة خلال الجمعية العامة المقبلة التي ستعقد في حزيران (يونيو) المقبل. وكانت فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا وهندوراس وجمهورية الدومينيكان وسانت فنسنت التي تشكل كتلة «البا» اعتبرت ان البيان الختامي لقمة الاميركتين «غير مقبول».