اتهمت حركة «حماس» أمس الحكومة الاسرائيلية ب «عرقلة» التوصل إلى اتفاق في شأن صفقة تبادل الأسرى مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة غلعاد شاليت، بعدما سلمها الوسيط الألماني رد الدولة العبرية التي اشترطت إبعاد 100 أسير إلى خارج الضفة الغربية، إضافة إلى التحفظ عن إطلاق سبعة أسرى. وقال مسؤولون في «حماس» ل «الحياة» إن الحركة تدرس الرد الإسرائيلي «وسترد عليه خلال أيام بعد تصويت المكتب السياسي (في دمشق) على القرار قبل تسليمه إلى الوسيط الألماني» ارنست اورلاو. غير أنهم شددوا على أن الحركة «متمسكة بالقائمة التي قدمتها». ونقلت وكالة «فرانس بريس» عن الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري أنه يعتبر أن «إسرائيل مسؤولة عن عرقلة وتأخير التوصل إلى اتفاق في شأن تبادل الأسرى... الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية مسؤول عن عرقلة التوصل إلى اتفاق». غير أنه شدد على أن حركته «لن تغلق باب المفاوضات في هذا الشأن على قاعدة المواقف والشروط التي تتمسك بها». وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 443 أسيراً من قائمة ال450 التي قدمتها «حماس»، على أن يتم إبعاد أكثر من مئة منهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج. وأشارت إلى أن الأسرى السبعة الذين ترفض الدولة العبرية إطلاقهم هم القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي والأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات وكبار قادة «كتائب القسام»، الجناح العسكري ل «حماس»، إبراهيم حامد وعبدالله البرغوثي وعباس السيد وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة. وكانت مصادر في غزة أكدت ل «الحياة» أن الوسيط الألماني وصل بعد ظهر أمس إلى مدينة غزة لعقد اجتماعات مع قياديين من «حماس» وتسليمهم الرد الإسرائيلي. ورجحت أن ترد «حماس» بالإيجاب في حال وافقت اسرائيل على إطلاق الأسرى المشمولين في قائمة ال 450، حتى إذا اشترطت إبعاد عدد منهم إلى خارج الضفة. وتركت «حماس» قرار قبول الإبعاد للأسرى المعنيين كي تعفي نفسها من مسؤولية اتخاذ قرارات قد لا تكون مرضية لكثيرين أو تفشل التوصل إلى الصفقة. غير أن وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤولين في «حماس» أن أورلاو أرجأ زيارته للقطاع إلى اليوم، «لأن إسرائيل أرادت تعديل ردها على مطالب حماس وطلبت منه إرجاء اجتماعاته». ورفض نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس» موسى أبو مرزوق الرد على سؤال عن موقف حركته من شرط إبعاد عدد من الأسرى. وقال ل «الحياة»: «لن نرفض ولن نقبل، هذا جزء من عملية التفاوض، وهناك تفاصيل يتم النقاش في شأنها». وأشار إلى أن «هناك تقدماً غير مسبوق أسفرت عنه المفاوضات التي يخوضها الوسيط الألماني، لكن على رغم ذلك، فإنه يبدو غير كاف بعد لإنجاز الصفقة بسبب انقسام الرأي في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إزاء تلبية مطالب حماس». وتوقع أن يستمر الوسيط الألماني في جهوده خلال عطلة الميلاد «بسبب الإنجازات التي حققها خلال عملية التفاوض، فهو معني بالاستمرار في بذل جهوده حتى يتم إبرام الصفقة، كما أن كلا الطرفين (حماس وإسرائيل) معني بإنجاز الصفقة».