توالت ردود الفعل اللبنانية المرحبة بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وعرض الرئيس ميشال سليمان مع الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي بحسب بيان عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، آفاق المرحلة المقبلة، في ضوء حركة الزيارات الخارجية الاخيرة وانعكاساتها الايجابية على الوضع الداخلي والتي انسحبت بدورها على أجواء جلسة مجلس الوزراء أول من امس، والمقررات التي صدرت عنها. وجدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد بعد زيارته سليمان ارتياحه الى «أجواء الوفاق واللقاءات السائدة»، لافتاً الى أن ذلك «يبشر بمرحلة ترسيخ استقرار سياسي وأمني واقتصادي في البلاد». مكاري واعتبر نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري بعد زيارته الحريري امس، ان «رئيس الحكومة أثبت أنه رجل دولة، لأنه تجرد من عاطفته الشخصية وشعوره، وتجرأ وزار الشام حين وجد أن هناك مصلحة وطنية للقيام بذلك». ولفت الى «أن لقاء الاسد - الحريري شمل مواضيع تخص العلاقة بين البلدين منها ترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وغيرها من الأمور، وأنها بداية البحث بهذه الأمور بطريقة جدية للوصول إلى ما يرضي الطرفين»، معلناً «اننا ننتظر النتائج لنقيّم ماذا سيحدث في المستقبل». واعتبر النائب تمام سلام أن الزيارة ولقاء الأسد «خطوة مقدامة وجريئة من قبل الرئيس الحريري تمّ ملاقاتها بموقف واعٍ ومسؤول وكبير من الرئيس السوري وكانت مستوفاة في الشكل إلى أبعد الحدود»، آملاً بأن «تكون المحادثات بينهما أحاطت بكثير من هموم العلاقة اللبنانية - السورية». وأمل سلام بعد لقائه الرئيس السابق للحكومة سليم الحص بأن «تظهر فوائد هذه العلاقة قريباً والتي سيكون لها متابعة إن كان على المستوى الداخلي في لبنان أو على مستوى العلاقة الثنائية بين البلدين والتي يجب تعزيزها بالشكل الصحيح»، مشيراً إلى أن «هذه الزيارة تصب أيضاً في المجال الأوسع، أي في اتجاه المصالحة العربية - العربية». ووصف رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع قرار ذهاب الحريري الى دمشق ب «الصعب ولكننا انتصرنا جميعاً على ذاتنا وخصوصاً الرئيس الحريري الذي قرر القيام بهذه الزيارة متخطياً آلامه الشخصية». وأشار جعجع في حديث الى «راديو الجزائر الرسمي» الى «أن استقبال الحريري كان ودياً وحاراً، ولكن ذلك غير كاف لطي صفحة العلاقة الملبدة بين لبنان وسورية وحل الملفات العالقة بينهما». وتمنى ان «تحل كل هذه القضايا بالسرعة القصوى»، لافتاً الى «ان الكرة الآن في الملعب السوري بعدما قام الطرف اللبناني بما عليه وبرهن عن إيجابية كبيرة، ويبقى بالتالي على الطرف السوري القيام بما يترتب عليه فيعالج مجمل الملفات العالقة ولا سيما ذات الطابع الإنساني بدءاً بملف المفقودين في السجون السورية، مروراً بملف المعسكرات الفلسطينية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وصولاً الى مسألة ترسيم الحدود اللبنانية - السورية وخصوصاً عند مزارع شبعا. ونحن بانتظار الخطوات السورية العملية في هذا الإطار». وعن ملف ترسيم الحدود الذي بحثه الحريري مع الرئيس السوري، والذي وصف الحريري نتائجه بالإيجابية، قال: «البدء من الشمال يعتبر إشارة غير مشجعة من الجانب السوري، باعتبار أن ما نحتاج إليه أكثر ما يكون في هذا الوقت تحديداً هو ترسيم الحدود جنوباً، ومن الأراضي المحتلة في مزارع شبعا بالتحديد التي تتطلب استعادتها مجرد وثيقة رسمية سورية تعترف فيها الأخيرة بلبنانية مزارع شبعا ليصار في ضوء ذلك الى تقديمها الى مجلس الأمن بما يؤدي الى إقفال هذا الملف العالق». ونوه ب «تصرف الحريري في سورية لجهة إقامته مؤتمره الصحافي الختامي في السفارة اللبنانية وليس في أي مكان آخر وذلك للتدليل على العلاقة الندية بين دولة ودولة، متمسكاً بتصرفه هذا بمبادىء 14 آذار وأهدافها». ورأى عضو تكتل «لبنان اولاً» النيابي عاطف مجدلاني في حديث إلى إذاعة «الشرق» ان زيارة دمشق «كانت مهمة جداً وتأتي في سياق اليد الممدودة التي تخطت الحدود الى الدولة الجارة الأولى سورية وستكون هذه السياسة التي يتبعها الرئيس الحريري تجاه مختلف الدول الصديقة والشقيقة، هذه اليد التي تبتغي مصلحة لبنان والتي يعتبرها الرئيس الحريري فوق كل المصالح». وشدد على ان «مسار إعادة العلاقات الى طبيعتها بين لبنان وسورية يتطلب بداية حل كل الإشكالات والخلافات العالقة بين لبنان وسورية». وفضل عضو التكتل نفسه أمين وهبي أن «يبدأ ترسيم الحدود من الجنوب وخصوصاً من مزارع شبعا، من أجل أن نضع العدو الإسرائيلي في الزاوية، أما وقد لمسنا أن هناك عدم رغبة سورية بالبدء من تلك النقطة فالمهم أن نبدأ بترسيم الحدود من أي نقطة كانت». وتمنى أن «تقوم أفضل العلاقات العربية - الإيرانية وتخلو من الحذر ومن التدخل في الشؤون الداخليةً». ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي بزي ان اللبنانيين يتطلعون الى مزيد من التعاون والتنسيق والتكامل مغ سورية، «لما فيه مصلحة البلدين والشعبين وليغضب من يغضب ويزعل من يزعل، فقدرنا واحد وجرحنا واحد وأحلامنا واحدة والمبدأ في ان تكون العلاقات طبيعية ومميزة والاستثناء الا تكون كذلك». واعتبر ان «الزيارة تجاوز للأزمة السياسية، ونستطيع ان نقول ان الوحدة الداخلية هي افضل وجوه الحرب مع اسرائيل وعلينا ان نحافظ عليها». الموسوي: لنستفد من تسلح سورية وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي: «نتطلع الى تحسين العلاقات اللبنانية -السورية التي بدأت تتقدم منذ انتخاب رئيس الجمهورية، وزيارة الرئيس الحريري الى دمشق خطوة الى الأمام»، لافتاً الى ان «العلاقات بين لبنان وسورية لا يجب ان تكون مرهونة بالعلاقات بين سورية وأي دولة عربية أخرى»، مشدداً على ان «العلاقات بين لبنان وسورية يجب ان تبنى على اساس المصالح المشتركة، التي لا تنحصر بالتبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية، وأهم مستوى من مستويات العلاقة هو مستوى التعاون العسكري بين البلدين، وإذا كان العدو الإسرائيلي سمى الجبهة الشمالية بالجبهة المشتركة بين لبنان وسورية فإن الأولى بلبنان وسورية ان ينسقا جهودهما لمواجهة العدوان الإسرائيلي معاً»، داعياً الى «فتح ملف التعاون العسكري بين لبنان وسوريا مستفيدين من تجربة سورية في التسلح وفي المواجهة وفي اعداد البنية الدفاعية». وقال: «اذا كنا نذهب الى الولاياتالمتحدة لتسليح الجيش اللبناني ونحن نعلم ان هذه الإدارة وكما صرح الرئيس الأميركي لا تهتم سوى لأمن اسرائيل، أليس الأولى ان نذهب الى سورية من اجل ان نطالبها وأن نعمل معاً من اجل تسليح الجيش اللبناني لا سيما ان لهذه الدولة خبرة في بناء قدرات صاروخية سواء في مواجهة الطائرات او المدرعات؟». ووصف رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون بعد لقائه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، زيارة الحريري بأنها «طبيعية ولا مفر منها، وربما جاء توقيتها بسرعة اكثر مما كان متوقعاً، لمناسبة التعزية التي عجلت بها»، مشدداً على وجوب «ان تكون العلاقات بين البلدين محترمة من الجهتين، ولا مشكلة عندنا لذلك، والإرادة تبدو من الجهتين السورية واللبنانية لتحسين العلاقات، وهذا ما سنرى كيف سنعمل له ونأمل خيراً».