مقديشو، اسطنبول - رويترز، أ ف ب - صادق البرلمان الانتقالي الصومالي أمس بالاجماع على فرض الشريعة في البلاد، ملبياً بذلك مطلباً أساسياً للمتمردين الإسلاميين الذين يطبقونها أصلاً في مناطق سيطرتهم. وقال نائب رئيس البرلمان عثمان علمي بوقري الذي رأس المداولات في غياب رئيس البرلمان آدم محمد نور في تصريح إلى «فرانس برس» إن «340 عضواً حضروا جلسة البرلمان وصادقوا بالاجماع على فرض الشريعة في الصومال». وقال النائب محمد ظهير «إنه يوم مشهود. لقد انتظرنا كثيراً هذا القانون (...) واعتباراً من الآن لدينا حكومة اسلامية وآمل أن يؤدي ذلك الى انخفاض اعمال العنف في البلاد». وكانت حركة «الشباب» اشترطت فرض الشريعة قبل انهاء تمردها. وتم تصويت البرلمان في حين يجد الرئيس ورئيس الوزراء عمر عبدالرشيد شارماركي في الخارج لحشد الدعم لخطة السلام. في غضون ذلك، قال الرئيس التركي عبدالله غل إن بلاده ستتولى تدريب وتأسيس قوات مسلحة محلية لحكومة الصومال، في وقت خطف القراصنة الصوماليون سفينة بلجيكية وحررت قوات خاصة هولندية طاقم سفينة يمنية كان القراصنة يستخدمونها «سفينة أم» للانطلاق منها لخطف سفن أخرى في خليج عدن. وقال غل في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي الزائر شيخ شريف شيخ أحمد: «ستقدم تركيا الدعم لتشكيل قوات أمن صومالية وتدريبها وتوفير احتياجاتها الأخرى». وتعهدت الولاياتالمتحدة بالمساعدة في تمويل قوات الأمن الصومالية ودعم الحكومة التي تشكلت في كانون الثاني (يناير) في إطار عملية مصالحة توسطت فيها الأممالمتحدة. وهذه هي المحاولة الصومالية الرقم 15 لتشكيل حكومة مركزية منذ عام 1991. وقال غل إن تركيا ستدعم كذلك التعليم ومشروعات البنية الأساسية في الصومال. وكرر أحمد مطالباته بمساعدات دولية من أجل تحقيق الاستقرار في الصومال. وسيعقد مؤتمر للمانحين يوم 23 نيسان (ابريل) الجاري في بروكسيل ستتم خلاله مناقشة مشكلة القرصنة وتهديدات أمنية أخرى. ويربط خليج عدن أوروبا بآسيا عبر قناة السويس وهو مسار رئيسي لناقلات النفط وسفن الشحن. وفي مقديشو، قال مصدر في القراصنة الصوماليين إنهم خطفوا سفينة مسجلة في بلجيكا تُقل طاقماً دولياً من عشرة أفراد أمس السبت. وأبلغ المصدر الذي ذكر أنه على متن السفينة البلجيكية «بومباي» وكالة «رويترز» في حديث هاتفي أن القراصنة سيصطحبون السفينة إلى ميناء هاراديري. وتابع: «خطفنا سفينة بلجيكية. سنأخذها إلى هاراديري». ورفض ذكر اسمه. وجاء خطف السفينة البلجيكية في وقت قال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن القوات الخاصة الهولندية أفرجت عن 20 شخصاً أمس كانوا أُرغموا على الابحار ب «السفينة الأم» للقراصنة لمهاجمة سفن تجارية في خليج عدن. وخطف القراصنة عشرات السفن واحتجزوا مئات البحارة رهائن وحصلوا على فديات بملايين الدولارات خلال الشهور القليلة الماضية على رغم الانتشار غير المسبوق للسفن البحرية الأجنبية في المنطقة. وقال اللفتنانت كوماندر البحري الكسندر فرنانديز في حلف الأطلسي الذي تحدث من على متن السفينة الحربية البرتغالية «كورت-ريال» ل «رويترز» ان الرهائن أُفرج عنهم بعدما تصدت فرقاطة هولندية تقوم بمهمة تابعة للحلف لهجوم نفذه قراصنة يطلقون القنابل اليدوية ونيران البنادق على ناقلة تديرها اليونان. وهاجمت السفينة الهولندية القراصنة الذين كانوا يستقلون زورقاً صغيراً عائدين به إلى «السفينة الأم» وهي سفينة صيد يمنية مخطوفة. وقال فرنانديز الذي تقوم السفينة التي يعمل عليها، «كورت - ريال»، بمهمة تابعة لحلف الأطلسي: «أطلقنا الرهائن وسفينة الصيد وصادرنا أسلحة». وأوضح أن الرهائن محتجزون منذ الأسبوع الماضي. واحتجزت القوات الخاصة سبعة مسلحين لفترة وجيزة واستجوبتهم لكنها لا تملك سلطة قانونية لاحتجازهم. وأضاف فرنانديز: «يحق لهم احتجازهم فقط لو كانوا هولنديين أو لو كان الرهائن هولنديين أو وقع الخطف في مياه هولندية». وتابع أنه عُثر في وقت لاحق على قذيفة صاروخية لم تنفجر على متن الناقلة «ام. تي هانديتانكرز ماجيك» التي تديرها شركة «روكسانا» اليونانية للملاحة. واقترب خمسة مسلحين في زورق أول من أمس الجمعة من سفينة شحن دنماركية هي «أم. في بوما» في خليج عدن، ما دفع بسفن حربية أميركية وأخرى كورية جنوبية إلى إرسال طائرة للموقع. وخطف قراصنة الاسبوع الماضي سفينتين أخريين وفتحوا النيران على سفينتين. وألقت فرقاطة تابعة للبحرية الفرنسية القبض على 11 قرصاناً يوم الأربعاء وأحبطت هجوماً آخر.