قال خبراء دوليون أمس (الخميس) أن العالم بات الآن أقرب من أي وقت مضى في مجال القضاء نهائياً على مرض شلل الأطفال، مع عدم تسجيل أي حالات من هذا المرض العضال في شتى أرجاء القارة الأفريقية هذا العام وأقل من 25 حالة عالمياً. وينتاب القلق علماء في مجال استئصال شلل الأطفال، ويحجمون عن إعلان النجاح قبل أوانه، محذرين من أن التهاون قد يؤذن بانهيار البرنامج، لكن مع إعلان دولتين فقط هما باكستان وأفغانستان اكتشاف حالات شلل أطفال في العام الحالي، فإنهم يرون ضوءاً في نهاية النفق. وقال بيتر كرولي من "منظمة الأممالمتحدة للطفولة"، أننا "لم نكن قط في هذا الوضع الممتاز، ما يدعونا إلى التمسك بالأمل في قدرتنا على استئصال هذا المرض مرة واحدة وإلى الأبد". وقال جاي وينغر رئيس قسم القضاء على شلل الأطفال في مؤسسة "غيتس" للصحافيين: "التقدم مذهل للغاية ونتطلع إلى الانتهاء من هذه المهمة". وأضاف في اتصال تليفوني مع خبراء من منظمة الصحة العالمية والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: "لا نعتقد أن بإمكاننا إعلان النصر، لكننا لم نصل إلى مثل هذه المرحلة من قبل بحيث لا نجد فيروس شلل الأطفال في نيجيريا أو أفريقيا كافة". ويعتبر شلل الأطفال مرض فيروسي يهاجم الجهاز العصبي وقد يتسبب في شلل غير قابل للعلاج في غضون ساعات، ويمكنه الانتشار بسرعة، لا سيما بين الأطفال وفي ظل الظروف التي تفتقر إلى الاحتياطات الصحية في مناطق تمزقها الحروب أو في مخيمات اللاجئين وفي مناطق تنقصها الرعاية الطبية. وفي عام 1988، عندما تم إعلان المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال للقضاء على المرض كان مستوطناً آنذاك في 125 بلداً، وكان يصيب ألف طفل كل يوم بالشلل، لكن منذ ذلك الحين وبفضل حملات التطعيم المكثفة تم القضاء على المرض عالمياً بنسبة 99 في المئة. لكن منظمة الصحة العالمية قالت مراراً أنه ما دام هناك طفل واحد مصاب بشلل الأطفال في أي مكان، فإن جميع أطفال العالم يصبحون عرضة لخطر الإصابة به. ويقول الخبراء أن التقدم في شأن مكافحة شلل الأطفال سريع الزوال، لا سيما في مناطق تفتقر إلى الاستقرار مثل باكستان وأفغانستان. ففي عام 2013، عاود المرض الظهور في سورية بعد غياب استمر 14 عاماً، ما استدعى القيام بحملات تطعيم إقليمية ضخمة ومكثفة وباهظة الكلفة.