يجري البرلمان العراقي اليوم اقتراعاً سرياً جديداً من ثلاث مراحل لانتخاب رئيسه من بين ستة نواب مرشحين لشغل المنصب في ظل الانقسام ذاته بين الكتل الذي رافق عملية الانتخاب الاولى قبل شهرين. ومع تأييد بعض الكتل أحقية «جبهة التوافق» في رئاسة البرلمان بعدما سحبت شكوى قدمتها في هذا الشأن الى المحكمة الاتحادية تسعى أخرى مقرّبة من الحكومة للوصول الى «مرشّح تسوية» من خلال حشد الغالبية المطلقة من الأصوات. وكانت اللجنة المشكلة من الكتل النيابية في المجلس في الخامس من آذار (مارس) الماضي المكلفة بوضع آلية انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، فتحت باب الترشيح اعتباراً من الخميس الماضي ولغاية اليوم (الأحد). وعلمت «الحياة» ان عدد المرشحين وصل حتى يوم امس الى ستة هم اياد السامرائي عن «جبهة التوافق» وطه اللهيبي ومحمد تميم ومصطفى الهيتي عن «جبهة الحوار» بزعامة الشيخ خلف العليان اضافة الى مرشحي تسوية هم عدنان الباجة جي وحاجم الحسني من «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي وسط انباء عن تخلي اللهيبي عن الترشيح امس. واشترط «الائتلاف العراقي الموحد»، اكبر الكتل البرلمانية (83 مقعداً) امس اعلان جبهة التوافق رسيما سحب الدعوى القضائية التي قدمتها الى المحكمة الاتحادية وحسم اعادة الترشيح قبل بدء عملية الانتخاب. وقال النائب عن «الائتلاف» عباس البياتي ل «الحياة» إن «هناك اتفاقاً بين الكتل ينص على عدم جواز ترشيح من أخفق في الانتخابات السابقة وهذا الامر ينطبق على النائب اياد السامرائي ولا بد من التوصل الى اتفاق جديد بها الشأن اضافة الى ذلك واذا لم نتأكد من سحب دعوى الجبهة من المحكمة لن يكون هناك جدوى من خوض انتخابات جديدة». وكانت عملية الاقتراع لانتخاب رئيس للبرلمان جرت في شباط (فبراير) الماضي وحصل اياد السامرائي من «التوافق» على 136 صوتا، بينما حصل النائب خليل جدوع (الحوار) على 81 صوتاً، ولم يحصل أي منهما على الغالبية المطلقة من عدد أصوات أعضاء المجلس البالغ 275 نائباً لكن جبهة التوافق احتجت مبينة أن مرشحها السامرائي يستحق منصب الرئاسة وقدمت دعوى بذلك الى المحكمة الاتحادية. وعن موقف كتلة الائتلاف من المرشحين الستة لفت البياتي الى ان مكونات الكتلة لا تزال تتفاوض في شأن اختيار مرشح واحد من بين المرشحين الستة لكنه لم يستبعد عدم التوصل الى رأي واحد وقال: «كل شيء سيتضح قبيل جلسة الاحد». ويعارض حزب الدعوة الاسلامية بشقيه (جناح رئيس الوزراء والدعوة تنظيم العراق) وكتل سنية اخرى (جبهة الحوار والكتلة العربية) تولي مرشح الحزب الاسلامي رئاسة البرلمان بسبب استحواذه على حصة «العرب السنّة في المناصب السيادية». من جهته اكد النائب عن جبهة التوافق العراقية رشيد العزاوي ل «الحياة « أن النائب اياد السامرائي سحب الدعوى التي قدمها للمحكمة الاتحادية بشان أحقيته برئاسة البرلمان». واشار الى أن التصويت الذي سيجري الأحد بشأن رئاسة البرلمان سيكون على ثلاث جولات وسيُحسم في يوم واحد. وقال: «إن جبهة التوافق تتفاوض مع باقي الكتل لضمان التصويت لصالح مرشحها وإن الغالبية في البرلمان مع اختيار اياد السامرائي». وستكون آلية الاقتراع على ثلاث مراحل، الأولى بين جميع المرشحين واذا فاز احدهم ب138 صوتا سينال المنصب وان لم يحصل احدهم على العدد تجرى الجولة الثانية بين المرشحين اللذين حصلا على اكثر الأصوات، وفي حال عدم حصول احدهما على الغالبية المطلقة تجرى الجولة الثالثة للاقتراع على المرشح الذي حصل على أكثر الأصوات ليتبيّن حصوله على 138 صوتا على ان تستكمل العملية خلال يوم واحد.